لَقَد بَلَغَت بِهِم الحِدَّه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَقَد بَلَغَت بِهِم الحِدَّه | فَمن أَيِّنا نَطلُب النَجدَه |
أَلَستَ تَراهُم أُولي غَضبَةٍ | يَعيثونَ بِالوَيلِ في البَلدَه |
فَكُلٌّ يَرى نَفسَهُ سَيِّداً | وَكلٌّ يَرى نَفسَهُ عُمدَه |
إِذا ما تَرَبَّعَ في جَهلِهِ | عَلى مَقعَدٍ خالَهُ سُدَّه |
كَريمُهُم كَاللَئيمِ بِهِم | فَما فاضِلٌ سَيِّدٌ عبدَه |
أَضاعوا الرشادَ وَما نَفعُ مَن | أَضاعَ بِثَورَتِهِ رُشدَه |
يَقولونَ نَحنَ عمادُ البِلادِ | وَما هيأوا لِلوَفا عُدَّه |
كَأَنَّ البِلادَ لَدى حاجَةٍ | إِلى كذبٍ وَإِلى إِدَّه |
وَرُبَّ كَبيرٍ بِلبنانِهِ | يَعفِّرُ في حَمأةٍ خَدّه |
تُرى عِندَهُ خَدماً وَقصوراً | وَلَستَ تَرى شَرفاً عِندَه |
يَتيهِ اِفتِخاراً بِأَجدادِهِ | كَأَنَّ الوَرى جَهِلوا جَدَّه |
يُحاوِلُ إِخفاءَ ما يَنطَوي | عَلَيهِ فَتَفضَحُهُ السَجدَه |
ذَليلٌ وَفي بُردِهِ الكِبرِياءُ | فَيا لَيتَ ما لَبِسَ البُردَه |
وَيا لَيتَ مَن وَلدت طَرحَتهُ | وَلمّا تُدنِّس بِهِ مَهدَه |
وَلكِنَّها قِردَةٌ وَلَدَتهُ | أَلا تَلِدُ القِردَ القِردَه |
بَني وَطَني نَحنُ في حاجَةٍ | إِلى نُصَراءَ أَولي شِدَّه |
يضحّونَ بِالأَنفُسِ الغالِياتِ | لِأَجلِ التَضامُن وَالوُحدَه |
وَفي سُبُلِ الحَقِّ يَأتَلِفون | وَيَعتَنِقون الحِجى وَحدَه |
إِذا أُشكِلَت عقدةٌ في البِلادِ | خفّوا لحلِّ ذهِ العِقدَه |
إِلى مَ تَظلون في رَقدَةٍ | وَلا تُبعَثونَ من الرَقدَه |
إِذا قامَ بَينَكُم مُصلِحٌ | يَقومُ جَميعُكُم ضِدَّه |
فَلا تَدعوا ظُفُرَ المستَبِدِّ | يحكُّ لِلبنانِكُم جِلدَه |
وَصيحوا بِهِ رُدَّ ما قَد | سَرَقتَ لنا خُلُقاً رُدَّه |
هدَمتَ لَنا صَرحَ أَخلاقِنا | فَأَينَ تَبيتُ تُرى بَعدَه |
وَشَيَّدتَ مَعبِدَ إِفكٍ فَهُدَّ | أَساسَ مشيِّدِهِ هُدَّه |
لَقَد رثَّ ثَوبٌ خَلَعتَ عَلَينا | وَنَحن نَميلُ إِلى الجِدَّه |
فَعَهدُ الغُموضِ مَضى وَتَصَدّى | لَهُ عَهدُنا ناقِضاً عَهدَه |
لَقَد حانَ أَن يُصلِتَ النورُ حداً | كَما اِستَلَّ سَيفُ الدُجى حَدَّه |
لَقَد كادَ يصدَأُ في غِمدِهِ | حُسامٌ يَرى قَبرَهُ غَمدَه |
هَديتُ رِفاقي إِلى موردي | فَضلَّوا وَما طَلَبوا وِردَه |
وَما موردي العذبُ إِلا السَلامُ | يُذيبُ لِشارِبهِ كِيدَه |
رِفاقي وَإِن فَرَّقَتنا الخطوبُ | سَيَحفَظُ قَلبي لَكم حَمدَه |
سيرشُقُكُم بِالأَزاهِرِ مَهما | نكَرتُم عَلى وَدّه وَدَّه |
سَيَذكُرُكُم بِالجَميلِ إِذا ما | نَأى وَأَرادَ القَضا بُعدَه |
سَيَصفَحُ عَن كُلِّ أَشواكِكُم | فَشوكَتُكُم عِندَهُ وَردَه |