لا لِقَومٍ وَلا لِدين
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لا لِقَومٍ وَلا لِدين | أَنتَ لِلنّاسِ أَجمَعين |
أَهلُكَ الوَحيُ وَالهدى | دينُكَ الحَقُّ وَاليَقين |
سِرتَ في الأَرضِ رافِعاً | مَشعَلَ الخُلدِ في الجَبين |
فَكَأَنّي بِكَ السَما | أودِعَت في لَظىً وَطين |
أَنتَ لِلجيلِ إِنَّما | لِلذَراريِّ بَعدَ حين |
لِلطُغاةِ المُهَدَّمين | لِلبُناةِ المُشَيَّدين |
لِلمُلوكِ المُخَلَّعين | لِلعَبيدِ المُتَوَّجين |
لِلصَعاليكِ لِلذين | خَدَّروا الأَسدَ في العَرين |
لِلزُّناةِ المُسَيطِرين | لِلأُباةِ المُستَعبَدين |
أَنتَ لِلشَّوكِ لِلوُرود | لِلنَبِيّينَ في القُيود |
لِلبُذيينَ لِليَهود | لِلنَّصارى لِلمُسلمين |
لا لِقَومٍ وَلا لِدين | أَنتَ لِلنّاسِ أَجمَعين |
مُصحَفٌ قَصَّتِ السُوَر | فيهِ أُسطورَةَ البَشَر |
كُلَّما أَسمَعَ العُلى | آيَةً شَرَّفَ المَدَر |
حَرَمُ الوَحيِ لَوَّنَ ال | حُبُّ في عَدنِهِ الصُوَر |
فَعَلى كُلِّ صورَةٍ | مُرضِعُ القَلبِ وَالبَصَر |
صُوَرٌ غِمنَ بِالرُؤى | وَتَجَلَّينَ بِالفِكَر |
فَكَأَنّي بِهِنَّ أُحدِر | نَ مِن عَبقَرٍ أَثَر |
يا فَخوراً بِزَفرَةِ الشِعرِ | وَالحُبِّ في الوَتَر |
هازىءَ القَلبِ بِالطُرَر | ضارِباً بِالدُمى الأُخَر |
نَسَكَ الفَنُّ حينَ قَبِل | تَهُ فيكَ وَاِنحَصَر |
أَيُّها الحارِسُ الأَمين | هَيكَلَ المَنطِقِ المُبين |
يا أَميرَ المُشَرَّدين | إِخوَةِ الشَمسِ وَالقَمَر |
ما الصِبى في تَرَنُّمِه | في هَواهُ وَفي دَمِه |
وَصَباحُ الرَبيعِ يَفتَ | رُّ عَن عاجِ مَبسِمِه |
وَالمَساءُ الوَلهانُ يُصغي | لِهَمَساتِ أَنجُمِه |
وَالأَقاحُ البَريءُ يَن | فُثُ أَحلامَ بُرعُمِه |
مِثلَ سِحرٍ تُذيبُهُ | روحُ شَوقي بِمِرقَمِه |
ما الهَوى في تَأَلُّمِه | وَالدُجى في تَجَهُّمِه |
وَالسَمافي اِنتِقامِها | وَاللَظى في تَضَرُّمِه |
وَصُراخُ البَريءِ في | نَزوَةٍ مِن تَظَلُّمِه |
وَالمَعَرّي على الوَرى | ثائِراً في تَهَكُّمِه |
مِثلَ شَوقي تُثيرُهُ | غَضبَةٌ مِن جَهَنَّمِه |
ما عَلى النورِ وَاللَهَب | وَعَلى الزهرِ في الهَضَب |
إِن أَتَت شاعِرَ العَرَب | نائِحاتٍ بِمَأتَمِه |
بُلبُل الأَرضِ وَالسَما | ناشِرَ النورِ فيهِما |
مالِىءَ الأَرضِ حِكمَةً | وَسَما الحُبُّ أَنجُما |
يا أَخا المُعدَمينَ ما | كُنتَ في الناسِ مُعدَما |
إِنَّما البُؤسُ ذُقتَهُ | في فُؤادٍ تَأَلَّما |
في نُفوسٍ تَظَلَّمَت | وَشُعورٍ تَظَلَّما |
عِشتَ كَالنورِ مُلهَما | وَكَعَبّاسَ مُتخَما |
ثَمَنَ الغارِ ما دَفَع | تَ دُموعاً وَلا دَما |
إيهِ شَوقي فَحافِظٌ | كانَ أَشقى وَأَعظَما |
كانَ يَستَلهِمُ البُؤو | سَ وَتَستَلهِمُ الدمى |
كُنتَ تُغفي مُتَيَّما | حينَ يُغفي مُيَتَّما |
غَرشُكَ الشِعرُ وَالذَهَب | عَرشُهُ الشِعرُ وَالخَشَب |
آهِ في دَولَةِ الأَدَب | أَيُّ مَلكَينِ كُنتُما |
عِشتَ في النَفيِ مِثلَما | عاشَ في الخَمرَةِ الحَبَب |
بَينَ أَسمى مِنَ الجلا | لِ وَأَشهى مِنَ الطَرَب |
عِشتَ فيهِ كَبُلبُلٍ | مَرَّ في العيدِ وَاِحتَجَب |
حامِلاً مِن جَناحِهِ | رَعشَةَ الحَظِّ في الزَغَب |
لَستُ أَنساكَ طائِفاً | في اليَواقيتِ وَالذَهَب |
في قُصورِ الحَمراءِ تَستَن | طِقُ المَجدَ في الخِرَب |
تَسأَلُ الفَنَّ رافِعَ الرَأ | سِ عَن أُسرَةِ العَرَب |
فَأَرى مِن أُمَيةٍ | فيكَ ظِلّاً مِنَ النَسَب |
ثَمَنَ الغارِ ما دَفَع | تَ دُموعاً وَلا تَعَب |
إيهِ شَوقي فَحافِظٌ | كانَ في بُؤسِهِ أَحَب |
كانَ يُغفي مُيَتَّماً | حينَ تُغفي مُتَيَّما |
أَيُّ مَلكَينِ كُنتُما | أَمسِ في دَولَةِ الأَدَب |