تُذَكَّري حينَ يزِفُّ الضُحى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تُذَكَّري حينَ يزِفُّ الضُحى | عَلى جُفونِ البشرِ الراقِده |
مروَّعاً يَفتحُ قَصرَ الضيا | أَمام شَمس النُهُرِ العائِدَه |
تذكَّري وَاللَيلُ في حُلمِهِ | مُستَجمعاً أَفكارَهُ الشارِدَه |
منثنياً خلفَ رداءٍ لَهُ | قَد فَضَّضَتهُ الأَنجمُ الساهِدَه |
وَإِن تَرَي صَدرَكِ في خلجَةٍ | لَدى نِداءِ اللَذَّةِ الواجِده |
وَالظِلُّ يَدعوكِ إِلى لَذَّةِ | الأَحلامِ في لَيلَتِهِ الهاجِدَه |
أَصغي إِلى أَنغامِ صَوتِ الهَوى | من غابَةِ الحُبِّ سَمَت صاعِدَه |
هامِسَةً فيكِ اِذكُري حُبَّه | في كُلِّ لَيلٍ مَرَّةً واحِدَه |
تَذكَّري حينَ صروفُ القضا | تفرقُني عَنكِ السنينَ الطِوال |
وَعِندَما حُزني وَأَعراضُهُ | تدِبُّ في قَلبي ذبولَ الهَزال |
تذكَّري حُبّي وَآلامَهُ | تَذكَّري وَحيي أَمامَ الخَيال |
وَمَوقِفَ التَوديعِ في ساعَةٍ | كانَ لَه صمتٌ مُهيبُ الجلال |
لا البعدُ في أَوصابِهِ وَالأَسى | وَلا الثَواني في طَريقِ الزَوال |
تُنسيكِ تذكاراتِ حُبٍّ مَضى | مُضِيَّ أَشباحٍ بِماءٍ زُلال |
ما زالَ قَلبي خافِقاً في الهَوى | وَقد تَمَشّى فيهِ داءٌ عُضال |
لا يَنثَني يَهمس فيكِ اِذكُري | فَالذكرُ جزءٌ من لَذيذ الوصال |
تذكَّري يَومَ أُلاقي الفنا | في ذي الحَياةِ الرثَّةِ البائِده |
يَومَ فُؤادي مُثقَلاً بِالأَسى | ينامُ في حفرِتِه البارِدَه |
تذكَّري إِمّا تَري فَتِّحَت | عَلى ضريحي الزهرةُ الزاهِده |
فَفي زهورِ الحَقلِ طهرُ الهَوى | ما لامَسَته نفحَةٌ فاسَدَه |
لَن تنظُرني بَعدُ في مَوضِعٍ | فَهذِهِ الدُنيا غَدَت جاحِدَه |
سَوفَ كَأختٍ صادِقٍ حُبُّها | تَرعاكِ دَوماً نَفسيَ الخالِدَه |
أَصغي إِلى صَوتٍ دَوى في الدُجى | أَنينُهُ في الظُلمَةِ السائِدَه |
حَفيفُهُ قالَ اِذكُري دَمعَهُ | في كُلَّ لَيلٍ مَرَّةً واحِدَه |