وَما سَرى في مَقاصيرِ اللَظى خبرُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وَما سَرى في مَقاصيرِ اللَظى خبرُ | حارَ اللَهيبُ بِهِ وَاِستَسأَلَت سقرُ |
إِنَّ الوَرى أَطلَقوا ريحاً إِلى سَقرٍ | تقود لِلنّارِ قَوماً دانَه البشرُ |
حَتّى أَطَلَّت مِن الأَشباحِ طائِفَة | في هودجٍ يَتَنَزّى تَحتَهُ الشررُ |
بُلهُ العُيونِ ضخام كُلَّما وَغَلوا | في مَسرَبِ مِن دياميس اللَظى صَغِروا |
تَجُرُّهُم بومَة حَمراء في يَدِها | فَأس عَلى جانِبيها صُوَّر الدعرُ |
فَثارَ ثائِرُ أَهل النارِ كُلُّهُم | وَجُيِّشَت زُمرٌ في إِثرِها زُمرُ |
تَدَفَّقَت مِن سَراديبِ الجَحيمِ إِلى | إيوانِ إِبليسَ حَيثُ الجِنِّ قَد سَكروا |
وَكانَ في مَوكِب الأَشباحِ ذو بَطر | يَفحُّ في شَفَتَيهِ حَيَّةٌ ذكرُ |
عَلَيهِ قيثارَة ثَكلى مخلَّعَة | وَصولَجان مِن الأَحلامِ مُنكَسِرُ |
يَلقي عَلى غرفِ النيرانِ أَخيلَة | من ثَوبِهِ الأَحمَر القاني فَتَستَعِرُ |
فَما أَصاخَ إِلى الأَنغامِ يَعزِفُها | رَهط مِن الجِنِّ حَتّى مَسَّهُ خَدرُ |
وَصاحَ ما هذِهِ الرُؤيا وَأَين أَنا | فَقالَ إِبليسُ مَهلاً هذِهِ سقرُ |
حَملتَ قيثارَة في الأَرضِ كاذِبَة | مِن الحَقيقَة لَم يَنبِض بِها وَترُ |
وَريشَة مِن جَناح البومِ ما رَسَمَت | إِلّا خَفافيشَ بِالديباجِ تستَترُ |
فَأَنتَ لي وَجَحيمي لي أَوزِّعُه | عَلى الأُلى أَنشَدوا شِعراً وَما شَعروا |
وَكانَ في مَوكِب الأَشباحِ ذو صَلفٍ | في كَفهِ سلع في عَينِه قَذرُ |
يَجُرُّ ذَيلَ قَوانينَ مشوهَة | مِن الفَضيلَة لَم يَعلق بِها أَثرُ |
فَقالَ إِبليسُ أَطرق إِن مَن سَفلت | يَداهُ في الأَرضِ لا يَعلو لَهُ بَصرُ |
فَأَنتَ لي وَجَحيمي لي أَوزِّعُه | عَلى الأُلى أَقسَموا لِلشَّعبِ وَاِبتَهَروا |
وَكانَ في مَوكِب الأَشباحِ ذو خَطَل | يرغي وَيزبد لا يَبقي وَلا يَذرُ |
في مُقلَتَيهِ بَراكينُ مرمَّدَة | وَفي الجَبين خَيال اللَهِ يَندحرُ |
فَقالَ إِبليسُ أَقصِر لَم تَكُن غَضِباً | في مَنطِق الرُسل الآياتِ وَالسُوَرُ |
فَأَنتَ لي وَجَحيمي لي أَوزِّعُه | عَلى الأُلى ما جَزوا إِلا لِيثّئروا |
وَكانَت الخَمر تَرغي في مَقاصِفها | وَالجِنُّ تَعزِف وَالنيرانُ تَنفَجِرُ |
إِذا بِصَوت مِن الأَرضِ الَّتي صَفحت | يَقول لِلنّار أَهل الأَرضِ قَد غَفَروا |