وَقفاً بميروبا عَلى أَطلالِها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
وَقفاً بميروبا عَلى أَطلالِها | وَاِنظُر إِلى وُديانِها وَتِلالِها |
تَجري مِياه النَبعِ بَينَ رِياضِها | حَتّى تَخالَ الماءَ من أَصلالِها |
كَيفَ التَفتَّ سعت إِلَيكَ جَداوِلٌ | ضَحِكَت عَلى قيلِ الطُيورِ وقالِها |
فَهُناكَ نَهرٌ قَد تَسَلسَلَ ماؤُهُ | مِثل اللُجين يَسيلُ بَينَ جِبالِها |
تَتَمايَلُ الأَشجارُ حَولَ ضِفافِهِ | فَيخطُّ فيهِ الماءُ رسمَ خَيالِها |
شَجرٌ لَها أَرجٌ يَفوحُ معنبِراً | فَيجدِّد الأَرواحَ في عمّالِها |
وَخَمائِلُ الصَفصافِ ظَلَّلتِ الثَرى | فَتَبَرَّبعَ المصطافُ تَحتَ ظلالِها |
صَنين يَرمقُ أَرضَها وَسَماءَها | بِلِحاظِ صَبٍّ هائِمٍ بِجَمالِها |
فَكَأَنَّها تَحيا لِأَجلِ وِصالِهِ | وَكَأَنَّهُ يَحيا لِأَجل وِصالِها |
هيَ غادَةٌ في كسروانَ مقيمَةٌ | تَصطادُ أَربابَ الهَوى بِحِبالِها |
أَخَذَت من التُفاحِ أَحمَرَ خدِّها | وَمن اِخضِرارِ الجوزِ أَخضَرَ خالِها |
سحرَت بِأَطرافِ اللِحاظِ رِفاقَها | فَحَسَدنَ في الأَلحاظِ سحرَ حلالِها |
أَنّي لفارِيّا جمالُ مروجِها | وَمَناظِر ضَحِكَت لَدى شَلّالِها |