حلو التَمايُل مَمنوع مِن القَبل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حلو التَمايُل مَمنوع مِن القَبل | بِحُبِّه همت في العسال وَالعَسلي |
وَمَوقِف الحال بَينَ الحاجِبين بَدا | فَاِعجَب لِحُسن بِلال مَن رَآهُ بلي |
مراض أَلحاظه قامَت بنصرتِها | سِهام هدب بِالفارِس البَطَل |
في وُجنَتَيهِ شَفيع كُلَّما صَدرت | أَوامر الفَتكِ اِحيا مُهجَة الاِمَلِ |
لَولا اِبتِسام لَدى الاِعراض يُسعِفُنا | ذابَت قُلوب من الاِشفاق وَالوَجَل |
ضَللت سبل السَرى في لَيل طرته | حَتّى هَداني نور بِالجَبينِ جلى |
يا لَيتَهُ لَم يطل بِالجيد فتنته | وَلَيتَهُ عَن عَظيم الشَوقِ لَم يمل |
بَين الثَنايا وَمحمر الشِفاه حَوى | درا لَه مِن بَديع الاِقحُوانِ حَلى |
آمَنت بِاللَهِ كَم طالَت غَدائِرُهُ | فَظَلَّلَت زُمرَة العُشّاقِ بِالطَلَلِ |
قَد صافَحَتني بِلَيل السَعد راحَتَهُ | بِكف عَبد لَه مِن عُطرِها ثَمِل |
فَاِنشَق شَذى المِسك مِن آثار راحَتِهِ | وَكُنتَ من لَفتَةِ الواشي عَلى وَجَل |
قالَت وُشاة الحِمى حاشا لِعاشِقِهِ | بِأَن يَفوزَ بِلَمح العَينِ في الحَلل |
وَكَيفَ يَخلو بخل نحن عصبَته | وَدونه فَاِنكات البيض وَالأَسَل |
فَكَم محب صَبا من قَبلِه فَغَدا | بِأَسهُم الحي مطروحا عَلى طَلَل |
فَيا لَهُ من شَهيد بِالهَوى مزجت | أَكوابَ قَتلَتِهِ بِالصُلبِ وَالعَسَل |
طابَ اِفتِضاحي وَاِنّي عاشِق دَنف | لا أَنهى عَنهُ في حَلى وَمُرتَحلي |
اِن كانَ حُبّي لَهُ عَيبا وَمنقصة | وَفرط شَوقي به ضرب من الخلل |
ما بالَكُم مُذ ذَنا هاجَت بَلابِلُكُم | وَأَثبت الوَجد دَعواكُم لكل خلى |
دَعهُم وَلَومى وَسي أَو فسفك دَمى | اِنّي مقر بلوعات الغَرامِ ملى |
وَبِدعَة الحُب أَقوى بدعة عهدت | فَمَن يَلُم مُستَها ما بِالغَرامِ بَلى |
وَقَد تَمَثَّلَت فيما قالَهُ سَلفى | أَنا الغَريقُ فَما خوفى مِنَ البَلَلِ |
اِفديهِ حين تَحيل الخَصر مِنهُ بَدا | يَهتَزُّ مِن خَوف رَدف خص بالثقل |
بكر الكَميت اِذا دارَت بِحضرَتِهِ | من وُجنَتَيهِ غَدَت حَمراء في خَجَل |
لَو قابَلَ البَدر نَشوانا بغرته | لَصارَ طالِع بَدر الافق في زحل |