فَدا لِلعَين مِني كُل عَين
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
فَدا لِلعَين مِني كُل عَين | وَما في الكَون من ذَهَب وَعين |
أَرى الظُلماء قَد حجبَت عياني | وَأَجرت مِن دُموعي كل عَين |
وَأَلقتني بسجن يوسفىّ | وَحالَت بَينَ أَفراحي وَبَيني |
وَأقسم اِن تحقق لي شَفاها | لجدت بِما أَرى في الراحتَين |
فَقَد أَصبَحت في حُزن وَأَن | وَقَلبي بَين اِتعاب وَأَين |
وَما أَهدت صبا الاِسحار نَوما | اِلى عَين غَدَت في أَسر غين |
يقلب في دثار السَقم جِسمي | كَأَني فَوق جمر الحرتين |
تخالفت الأساة بطول وَعد | بعللني وَيأس فيه حيني |
وَمن فظ يهددني جهارا | بمبضعه المصوب في اليَدين |
وَعهدي بِالمياه حياة نَفسي | فَمالي قَد ظَمئت بماء عَيني |
فَيا لِلَهِ أَي سَنا وَضوء | أُصيب بكل عادية وَشين |
فَهل هي في سَبيلِ اللَهِ غازَت | فَذاقَت بِاللُقا ظُلم الحسين |
فَكَم أَمسى بِما أَلقى حَزينا | وَبَينَ النوم معترك وَبَيني |
أَبيت وَمؤنسى الخفاش لَيلا | وَحالي مَعه شر الحالتَين |
فَذاك بنور عَينيه مهنا | وَلي أَسف بحجب المقلَتين |
وَأَبسط لِلظَّلامِ أَكف بثى | وَأَشقى لوعَة بالظلمَتَين |
تَراني معرضا عن كل ضوء | فَهَل خاصَمت نور النيرَين |
يُنافرني السَنا فَأَفر مِنه | كَأَن الضوء يطلبني بدين |
وَأَجنح لِلظَّلامِ جنوح صب | دَنا لِحَبيبِه بِالرقمَتَين |
جَزى اللَهُ السِقام جزاء خير | فَقَد هذبنني ونَأَزلن ريني |
وَصرت بِما لقيت من اللَيالي | أَفرق بَين ذي صدق وَمين |
حرمت مقاصدي َمنعت عما | تَميل لحسنه نفسي وَعَيني |
اِذا رمت اِنتِشاق الطَيب يَوماً | وَضعت يدي فوق الحاجبين |
وَناهيكَ الطاء سجل كتي | وَتركي لِلحَديث بحسرَتين |
وَقَد عفت الأَساة وَعدت أَرجو | طَبيب الكون رب المَشرِقَين |
الهي سيدي غوثى رَجائي | عياذي عدتي ومزيل بيني |
نعاني أَبيض القرطاس لما | جَفاني اليَوم نور الاسوَدين |
وَقَد جفت دواتي وهي تَبكي | لما قد راعها من طول أَيني |
وَأَقلامي كم انشقت لأني | حرمت مساسَها بِالاصبَعَين |
غَدَوت اليَومَ أَميا وَعَلى | أَقضى من فُنون الكُتُب ديني |
فجهلي عبرة وَالسَقم أَخرى | وَعَيني قَد أَرَتني العِبرَتَين |
فَلَم لا أَنعى بِالحَسراتِ حالي | وَتَعلو زفرتي لِلفرقَدين |