لمن كل مطواع العنان كريم
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
لمن كل مطواع العنان كريم | يخف على متن الفلاة كريم |
طمر طموح الطرف أجرد سابح | جموح خفيف الساعدين جموم |
يظل يباري في الأصائل ظله | ويعد ولدي الظلماء وظليم |
وهو جاء فتلاء المرافق جسرة | شمردلة عيطاء ذات وسوم |
وكوماً أدماء لجلابيب أولعت | بطيّ بساط الأرض طيّ أديم |
عليهن نشوى هزة وارتياحة | ولا راح تجلوها أكف نديم |
تهزهم الذكرى كما هز ناضرا | من الأيك لدن العطف مرّ نسيم |
يؤمون حيث الصبح يتلع جيده | ويلوى سواد الليل عطف هزيم |
يرومون أرجاء الحمى زارها الجيا | بكل جميم الودق غير ذميم |
فيا نعم ركب البر والبشر والندى | نعمتم ودمتم في ظلال نعيم |
أروني فتى سبط الخلائق ينتمي | إلى حسب في الماجدين صميم |
تحنّ إلى العافي حمامة صدره | ويحنو على العاني حنوّ حميم |
أحمله نحو الحيّ ما خف حمله | تحية صب للغرام غريم |
سلاماً كما مرّت على الروض شمأل | فعادت بر الرند ذات شميم |
وأشكو إليه ما تكنّ جوانح | أقام بهن الشوق سوق هموم |
عساه إذا اجتاز الغميم إلى الحمى | يقص على أهليه بعض غموم |
وفي كلكم مرتاد خير فبلغوا | لبانة محزون الفواد كليم |
وقولوا تركناه مقيماً وقلبه | وقد زُمت الأظعان غير مقيم |
يسارق في إثر الركائب نظرة | يردّدها والنفس رهن وجوم |
ويكتم وجداً كاد يبدو كمينه | بدمع على سر الضمير غوم |
وتعرض ذكراكم فيرفض جفنه | فيعرض والآماق ذات كلوم |
يكف شؤن الدمع خيفة شانئ | يُلم بقول في الملام أليم |
ويا حادييها خفضا السير وارفقا | يسيراً فبعض الرفق غير ملوم |
غداً تذر البيداء والسير والسرى | دراها من الأنضا منهب سهوم |
رويد كما فاستبقياهن تبلغا | بهنّ حطيم البيت غير حطيم |
إلى أن تحطا عند طيبة رحلها | فيا طيب مثوى للنزيل كريم |
لدى خير من تزجى له أرحبية | تشد عرى إرقالها برسيم |
أجلّ الورى المبعوث في خير أمة | بخير هدى من فرع خير أروم |
نبيّ هدى اللَه العباد بهديه | لتوحيده من بعد غيّ حُلُوم |
أطل على ليل من الشرك ضارب | رواقيه غربيب الرداء بهيم |
فما زال حتى ضا مشرق ومغرب | بنور جلا الآفاق منه عميم |
وأوضح نهج الحق من بعد ما عفت | معالم آيات له ورسوم |
ويا صاحبي ودّي وللودذمة | وعهدي بذاك الود غير ذميم |
وهذا كتاب اللَه جلّ ثناؤه | يفيض بمدح في علاه عظيم |
نبيّ كريم للعفاة مؤمّل | رؤف بحال المؤمنين رحيم |
يلوذ بحقويه العفاة إذا دجا | ظلام ملمّ أو ملم ظلوم |
به يغفر اللَه الذنوب ويرتجي | شفاعته في الحشر كل أنيم |
وتزدحم الآمال حوليه عوذا | بباب كفيل بالنجاح زعيم |
كما ازدحمت هوج الركائب ورّدا | بذي شبم عذب النطاف جموم |
يحف به غض من النبت نوره | يرف رفيف البرق بين غيوم |
تعهده صوب العهاد بأوطف | من المزن محلول الوكاء سجوم |
فعاد كما نمنمت خدّ حبيرة | من الخزأ وحبرت خط رقيم |
يوافيه مولاها بشعث ضوامر | سواغب يبدين الكلالة هيم |
فيصدرها شكرى البطون روية | بوادن قد أوعين ثقل جسوم |
وشق له البدر المنير كصدره | ومن إسمه ذي الحمد وسم وسيم |
وحلاه من أسمائه وصفاته | ويسمو عن التشبيه وصف قديم |
بحق مبين مؤمن ومهيمن | رؤف رحيم بالعباد كريم |
وأسرى به والليل مرخ سدوله | سرى خير حب للحبيب مروم |
من البيت للبيت المقدّس قادماً | إلى بيته المعمور خير قدوم |
إلى الرفرف الأعلى بحيث تفاخرت | خطا كل مرفوع المكان عظيم |
فأوحى بما أوحى إلى خير حافظ | لمستودع الأسرار غير نموم |
قمين بتبليغ الرسالة قائم | باعباء ذاك الخطب غير جهوم |
له المعجزات الغرّ يقصر دونها | سنى وسناء نيرات نجوم |
أتى بكتاب اللَه يتلوه داعياً | لاقوم دين بالنجاة زعيم |
كتاب مبين يمحق الريب محكم | تقاصر عنه قول كل حكيم |
تحدّى به في الأنس والجن معلما | فلم يبد غير العجز كل عليم |
إليك رسول اللَه خدمة مدحة | وحسبي عُلا إن اسم باسم خديم |
لك الخير يا نفس افقهي الأمر وانظري | ولا تحطمي في القول حطم هشيم |
بأي كمال رمت أن تترفعي | لخدمته قد رمت نيل عظيم |
أأنسيت ما قدّمت من كل سيء | لهوت به في حادث وقديم |
ومعصية الرحمن في طاعة الهوى | بكل مقام كان غير قويم |
وضيعت طول العمر في غير طائل | وطوّلت بالتقصير حبل هموم |
وسوّدت وجهي بالمعاصي وقد بدا | به من بياض الشيب وشي رقوم |
خُطاك إلى نحو الخطايا سريعة | وسعيك للطاعات سعي سقيم |
نعم لك فيما قد تمنيت وجهه | فقد لذت فيما رمته بكريم |
كريم لو امتار الجهام بنانه | لسال بفيض الودق غير جهوم |
كريم يرى أن لا تردّيد امرئ | تمدّ له الا بخير مروم |