أليوم أسفر للعلوم نهار
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أليوم أسفر للعلوم نهار | وبدت لشمس سمائها أنوار |
وزهت فنون العلم وازدهرت بها | أفنانها وتناسقت أنوار |
وغدت لأرباب المعارف دولة | غرّاء صاحب ملكها اسكار |
اسكار الثاني الذي اعترفت له الأقطار | وارتفعت به الأقدار |
ورعى حقوق العلم يعلى قدره | فنما بهمته له مقدار |
هي دعوة طنت بآذان العلى | وتناقلت أخبارها السمار |
عرفت بقيمتها البلاد وأهلها | وملوكها وتسامع الأقطار |
أمر أمير المؤمنين أعاره | نظراً وأنظار الكبار كبار |
فسرى به في مصر من توفيقه | نور ومن بركاته أسرار |
واذا المليك أراد ينجح مقصدا | نالته من توفيقه آثار |
مولى له في كل مكرمة يد | ولكل موقع مقصد أنظار |
وأعان كل زعيم مملكة له | بشؤن أهل بلاده استبصار |
يحدو إلى أرض السويد أماثلاً | من قومه أمثالهم أخيار |
مستظهرين بدعوة الملك التي | عمت وما لسماعها أنكار |
فتسارع العلماء تلبية له | بالطوع تسبقهم له الاخبار |
يقتادهم صيت يشوق سماعه | ويسوقهم شوق إليه مُثَار |
سمعوا بشهرته وصيت ثنائه | سمعا يذكرهم به التكرار |
وسما بهم في استكهلم بامره | ناد تشاخص دونه الأبصار |
جمعته من شرق البلاد وغربها | وجنوبها وشمالها الأقدار |
ألقت بأفلاذ الكبود إليه من | أبنائها في حبه الأمصار |
نادبه احتفل الافاضل حفلة | بحديثها تتقادم الأعصار |
جمعت لثا من مرة معدودة | في الدهر لا ينسى لها تذكار |
جمعتهم الأقدار جمع سلامة | واللَه في أقداره مختار |
متآلفين بعيدهم بقريبهم | والفضل أقرب وصلة تمتار |
من كل فياض القريحة ورده | عذب وبحر علومه زخار |
تتدفق الأفكار نحو يراعه | فيفيض من انبوبه تيار |
من كل معنى شف عن لفظه | كالخمر نمّ بها الزجاج تدار |
ومؤزَّر بالفضل مشتمل به | منه شعار زانه ودثار |
حبر اذا ولى اليراع بنانه | زان الطروس بوشيها الاحبار |
ويغوص أعماق المباحث باحثاً | عن كشف كل فريدة تختار |
درر يروق الطرف منها رونق | بهج تحار بوصفه الأفكار |
لذوي المفاخر من حلاها زينة | تبقى ولا يبلى لهن فخار |
لا زال ملك الفضل معمور الذرى | بذويه ممدوداً له الأعمار |