كتابي توجه وجهة الساحة الكبرى
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
كتابي توجه وجهة الساحة الكبرى | وكبر اذا وافيت واجتنب الكبرا |
وقف خاضعاً واستوهب الاذن والتمس | قبولا وقبل سدّة الباب لي عشرا |
وبلغ لدى الباب الخديويّ حاجة | لذي أمل يرجو له البشر والبشرى |
لدى باب سمح الراحتين مؤمّل | صفوح عن الزلات يلتمس العذرا |
كريم تودّ السحب فيض بنانه | إذا أرسلت أنواء وابلها غُزرا |
ويستصبح البدر التمام بوجهه | فيلحظ عين الشمس من بعد مشزرا |
ويخجل ضوء الصبح وضاح رأيه | اذا ما ادلهمّ الخطب في خُطّة نَكرا |
تنوء الجبال الراسيات بحلمه | اذا طاش ذو جهل لدى غيظه قهرا |
عزيز أعز اللَه آية ملكه | بتوفيقه حتى أقام به الأمرا |
يراقب رحمن السموات قلبه | فيرحم من في الأرض رفقاً بهم طرّا |
مليكي ومولاي العزيز وسيدي | ومن أرتجى آلاء معروفه العمرا |
لئن كان أقوام عليّ تقولوا | بأمر فقد جاؤا بما زورا نُكرا |
وان سعاة السوء أنزل فيهم | علينا إله العرش في ذكره ذكرا |
وعلمنا أن نستبين مقالهم | ونأخذ منهم في مساعيهم الحذرا |
وسامهم وسم الفسوق لحكمة | قضى حكمها للهُجر من قولهم هجرا |
حلفت بما بين الحطيم وزمزم | وبالباب والميزاب والكعبة الغرّا |
وبالروضة القدسية السدّة التي | أجلّ لها الرحمن في ملكه قدرا |
وبالزائريها يرتجون مليكهم | لما فرّطوا في العمد والخطأ الغفرا |
وبالصلوات الخمس يرجى ثوابها | وبالصوم يوليه الحفيّ به الشهرا |
لما كان لي في الشرّ باع ولا يد | ولا كنت من يبغي مدى عمره الشرا |
ولا رمت إلا الصفو والعفو والولا | بجهدي لا أمرا أحاوله إمرا |
ولكنّ محتوم المقادير قد جرى | بما اللَه في أمّ الكتاب له أجرى |
وفي علم مولاي الكريم خلائقي | قديماً وحسبي علمه شاهداً برا |
أتذكر يا مولاي حين تقول لي | واني لأرجو أن ستنفعني الذكرى |
أراك تروم النفع للناس فطرة | لديك ولا تبغي لذي نسمه ضرا |
فذلك دأبي منذ كنت ولم أزل | كذاك ورب البيت يا سيدي أدرى |
فإن كنت قد أثرت ما قال قائل | ففي عفوك المرجوّ ما يمحق الوزرا |
فعفواً أبا العباس لازلت قادراً | على الأمر إن العفو من قادر أحرى |
ملكت فأسجح وامنح العفو تبتغي | زكاة لما أولاك ربك أو شكرا |
وهبني من تقبيل يمناك راحة | تمنيتها أرجو بها اليمن واليسرا |
وحسبي ما قد مر من ضنك أشهر | تجرّعت فيها الصبر أطعمه مرا |
يعادل منها الشهر في الطول حقبة | ويعدل منها اليوم في طوله شهرا |
أيجمل في دين المروءة أنني | أكابد في أيامك البؤس والعسرا |
وأحرم من تقبيل كفك بعدما | ترامت بي الآمال مستأنساً برّا |
ولي فيك آمال ضميني بنحجها | وفاؤك لا أرجو سواك لها ذخرا |
وقد مرّ لي فوق الثلاثين حجة | بخدمة هذا الملك لم الها صبرا |
أرى الصدق فرضاً والعفاف عزيمة | ونصح الورى ديناً وغشهمو كفرا |
وجاوزتها لالي عقار يفيدني | كفافا ولا في الكف قد أبتغي وفرا |
ولو شئت كانت لي زروع وأنعم | ومال به الآمال أقتادها قسرا |
ولكنها نفس فدتك أبية | تعاف الدنايا أن تمرّ بها مرّا |
فمن فقد ألفيت موضع منة | وربك لا ينسى لذي منة أجرا |
فلا زلت مأمولاً مرجى مهنأ | بما ترتجيه العام والشهر والدهرا |