هاتِ اِسقِني طالَ بِيَ الحَبسُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
هاتِ اِسقِني طالَ بِيَ الحَبسُ | مِن قَهوَةٍ بائِعُها وَكسُ |
زِقِيَّةُ الدارِ رُصافِيَّةٌ | أَغلى بِها الشَمّاسُ وَالقَسُّ |
كَأَنَّها في الكَأسِ ياقوتَةٌ | وَهيَ إِذا ما مُزِجَت وَرسُ |
في مَجلِسٍ لِلقَصفِ رَيحانُهُ | عَينُ المَها وَالبَقَرُ اللُعسُ |
وَغادَةٍ كَالبَدرِ مَمكورَةٍ | خالَطَني مِن حُبِّها مَسُّ |
أَلسِنَةُ الشَربِ إِذا ما جَرَت | كَأَنَّها أَلسِنَةٌ خُرسُ |
هارونُ بَدرٌ لِبَني هاشِمٍ | وَأُختُ هارونَ لَهُم شَمسُ |
لا يَبرَحُ الزُوّارُ مِن بابِها | كَأَنَّما ضَمَّهُمُ عُرسُ |
حَلَلتِ في الذَروَةِ مِن هاشِمٍ | طابَ لَها المَنبَتُ وَالغَرسُ |
يا أُختَ هارونَ أَبوكِ الَّذي | يَقصُرُ عَنهُ القَولُ وَالحَدسُ |
طابَ لَكِ العَيشُ عَلى يَومِهِ | هَذا الَّذي يَحسُدُهُ أَمسُ |
فَقَد فَصَدَ العِرقَ إِمامُ الهُدى | في ساعَةٍ جانَبَها النَحسُ |
في مَجلِسٍ تَمَّت لَذاذاتُهُ | يَعجَزُ عَنهُ الجِنُّ وَالإِنسُ |
أَعقَبَهُ اللَهُ سُروراً بِهِ | وَقَرَّتِ العَينانِ وَالنَفسُ |