دعي أغنامنا ارعى حيال المورد العذاب |
و هيا نعتلي الربوة يا فاتنة القلب |
فنلقى تحتنا الوديان في ليل من العشب |
خيالانا به طيف من الآمال و الحب |
خطايا تبعث الذكرى بقلب الورد و الزهر |
سيبقى في غد منها صدى ينساب في النهر |
و في الأنداء ما ذابت على وقع خطى الفجر |
و في أغنية الرعيان ما بين الربى الخضر |
سئمنا العالم الفاني و الناس و مرعانا |
لقد سجنوا بأغلال من الأنظار نجوانا |
سننشد في أمان من عيون الناس مأوانا |
ضعي يدك الجميلة في يدي و لنذهب الآنا |
و من أثواب قطعانك يا ريحانة العمر |
نحوك شراع زورقنا و نطوي لجة العمر |
نغني الموج أغنية الرعاة على الربى الخضر |
لقيثار روى أنغامه عن ربه الشعرا |
نؤم جزيرة منسية في بحرها النائي |
طوى الموج بشطيها جناحيه بأعياء |
إليها أومأ المجداف لما ضلها الرائي |
و أضحى دمعه يرسم أقمارا على الماء |
سنبني كوخنا تحت الغصون بجانب النبع |
و نملؤه بما شئناه من زهر و من شمع |
و أنغام رواها الوتر السكران بالدمع |
و عطر قطفت أزهاره من ذلك الجذع |
ستهوي شفتانا فيه نحو القبلة الأولى |
فيصغي في صداها خافق ما زال مبتولا |
إلى همس المجاديف طواها الليل تقبيلا |
إلى نجوى الينابيع بروض بات مطلولا |
تعالي نهجر الآثام و الناس و دنيانا |
لأرض سبقتنا نحوها بالسير روحانا |
هناك نرى المنى و الحب و الأحلام ترعانا |
ضعي يدك الجميلة في يدي و لنذهب الآنا |