حميد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حميد أخي في البلاء الكبير | فقد كان مثلي كسيحا | يدب بكرسيه مستريحا | تساءلت عنه فقالوا يسير | على قدميه فقد عاد روحا | لقد مات | يا ويلنا للمصير | ينام ورجلاه مطويتان | شهوودا على الداء في قبره | إذا ما رأى الله رأي العيان | وقد سار زحفا على صدره | فأي انسحاق و أي انكسار | يشعان من عينه الضارعة | سيبكى له الله من رحمة و اعتذار | و في الساعة السابعة | إذا ذرت الريح ورد الغروب | سأجلس في الشرفة الخالية | و من تحتي الدرب يخفق مأى يذوب | ألوف من الأرجل الماشية | إلى أي مبغى وراء الدروب | و خمارة في الدجى نائية | إلى اللغو و القهقهات الكذوب | و ألمح فيما وراء الظلال | حميدا و كرسية في الخيال | فتخنقني اللوعة الباكية | فأواه لو توقدين الشموع | لدى مسجد القرية المترب | تمد من النور خيطا تعلق فيه الدموع | و لو تضرعين مع المغرب | إلى الله يا رب رفقا بطفلي الصغير | و ابق أباه | و جنبه يا رب هذا المصير | و لكنني مت واحسرتاه | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .