شباك وفيقة -2
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أطلي فشّباكك الأزرق | سماء تجوع | تبينته من خلال الدموع | كأني بي ارتجف الزورق | إذا انشق عن وجهك الأسمر | كما انشق عن عشتروت المحار | و سارت من الرغو في مئزر | ففي الشاطئين اخضرار | و في المرفأ المغلق | تصلّي البحار | كأني طائر بحر غريب | طوى البحر عند المغيب | و طاف بشبّاكك الأزرق | يريد التجاء إليه | من الليل يربدّ عن جانبيه | فلم تفتحي | ولو كان ما بيننا محض باب | لألقيت نفسي لديك | و حدقت في ناظريك | هو الموت و العالم الأسفل | هو المستحيل الذي يذهل | تمثّلت عينيك يا حفرتين | تطلان سخراً على العالم | على ضفة الموت بوّابتين | تلوحان للقادم | و شبّاكك الأزرق | على ظلمة مطبق | تبدّي كحبل يشدّ الحياة | إلى الموت كيلا تموت | شفاهك عندي ألذّ الشفاة | و بيتك عندي أحبّ البيوت | و ماضيك من حاضري أجمل | هو المستحيل الذي يذهل | هو الكامل المنتهي لا يريد | و لا يشتهي أنه الأكمل | ففي خاطري منه ظل مديد | و في حاضري منه مستقبل | * * | ترى جاءك الطائر الزنبقي | فحلقت في ذات فجر معه | و ألقى نعاس الصباح النقي | على حسك المشتكى برقعة | و فتحت عينيك عند الأصيل | على مدرج أخضر | و كان انكسار الشعاع الدليل | إلى التل و المنزل المرمر | هناك المساء اخضرار نحيل | من التوت و الظل و الساقية | و في الباب مدّ الأمير الجميل | ذراعيه يستقيل الآتية : | أميرتي الغالية | لقد طال منذ الشتاء انتظاري | ففيم التأني وفيم الصدود ؟ | * * | و هيهات أن ترجعي من سفار | و هل ميّت من سفار يعود ؟ | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .