سفر أيوب ( 1 )
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لك الحمد مهما استطال البلاء | ومهما استبدّ الألم، | لك الحمد، إن الرزايا عطاء | وان المصيبات بعض الكرم. | ألم تُعطني أنت هذا الظلام | وأعطيتني أنت هذا السّحر؟ | فهل تشكر الأرض قطر المطر | وتغضب إن لم يجدها الغمام؟ | شهور طوال وهذي الجراح | تمزّق جنبي مثل المدى | ولا يهدأ الداء عند الصباح | ولا يمسح اللّيل أو جاعه بالردى. | ولكنّ أيّوب إن صاح صاح: | «لك الحمد، ان الرزايا ندى، | وإنّ الجراح هدايا الحبيب | أضمّ إلى الصّدر باقاتها | هداياك في خافقي لا تغيب، | هداياك مقبولة. هاتها!» | أشد جراحي وأهتف | بالعائدين: | «ألا فانظروا واحسدوني، | فهذى هدايا حبيبي | وإن مسّت النار حرّ الجبين | توهّمتُها قُبلة منك مجبولة من لهيب. | جميل هو السّهدُ أرعى سماك | بعينيّ حتى تغيب النجوم | ويلمس شبّاك داري سناك. | جميل هو الليل: أصداء بوم | وأبواق سيارة من بعيد | وآهاتُ مرضى، وأم تُعيد | أساطير آبائها للوليد. | وغابات ليل السُّهاد، الغيوم | تحجّبُ وجه السماء | وتجلوه تحت القمر. | وإن صاح أيوب كان النداء: | «لك الحمد يا رامياً بالقدر | ويا كاتباً، بعد ذاك، الشّفاء!» | * | لندن 26/12/1962 | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .