حنين في روما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يتثاءب جسمك في خلدي | فتجنّ عروق | عريان تزلّق في أبد | تنهيه الرعشة فهي شروق | في ليل الشهوة كل دمي | يتحرق يلهث ينفجر | و يقبّل ثغرك ألف فم | في جسمي تنبتها سقر | و أحنّ أتوق | و أحس عبيرك في نفسي | ينهد يدندن كالجرس | ووليمة جسمك يا واها | ما أشهاها | يافجر الصيف إذا بردا | يا دفء شتائي يا قبلا أتمناها | أحيا منها و أموت بها و أضم الأمس | أمسّ غدا | و تعود اللحظة لي أبدا | ما أنأى بيتك ما أنأى عينك | بحار | و جبال دم زمن جمدا | ليعود مدى و أجنّ أثار | فأحسّ عبيرك في نفسي | ينهد يدندن كالجرس | ما أسعدها ما أشقاها ؟ | أرضي آسية العريانة | أنا في روما أبكيها و أعيش بذكراها | ألأنك فيها أهواها | من جوع صغارك يا وطني أشبعت الغرب و غربانه | صحراء من الدم تعوي ترجف مقرورة | و مرابط خيل مهجورة | و منازل تلهث أواها | و مقابر ينشج موتاها | و أحسّ عبيرك في نفسي | ينهد يدندن كالجرس | لو شئت لطيفك أوربا | وطنا لحملت معي زادي | و عبرت مرافئها و طويت شوارعها دربا دربا | أسقيه الشمس و أطعمه قبلا و براعم أوراد | لكنك أثبت في الشرق | سأعود فأقطع سلّمنا وثبا | لأضمّك يا أبد الشوق | يانور المرفأ يهدي القلب إذا تاها | ياقصة عنتر إذ تروى حول التنور فأحياها | سأحسّ عبيرك في نفسي | ينثال و يقرع كالجرس | ** | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .