يوم الطغاة الأخير
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إلى الملتقى و انطوى الموعد | و ظل الغد | غد الثائرين القريب | يدا بيد من غمار اللهيب | سنرقى إلى القمة العالية | و شعرك حقل حباه المغيب | أزاهيره القانية | نرى الشمس تنأى وراء التلال | و بين الظلال | قد رف مثل الجناح الكسير | على كومة من حطام القيود | على عالم بائد لن يعود | سناها الأخير | تقولين لي هل رأيت النجوم | أأبصرتها قبل هذا المساء | لها مثل هذا السّنا و النّقاء | تقولين لي هل رأيت النجوم | و كم أشرقت قبل هذا المساء | على عالم لطخته الدماء | دماء المساكين و الأبرياء | تقولين لي هل رأيت النجوم | تطل على أرضنا و هي حرّة | لأول مرّة | نعم أمس حين التفتّ إليك | تراءين كالهجس في مقلتيك | و إذ يستضيء المدى بالحريق | فيندكّ سجن و يجلى طريق | و يذكي بأطيافه الدافئة | محيّاك باللهفة الهانئة | تقولين نحن ابتداء الطريق | و نحن الذين اعتصرنا الحياة | من الصّخر تدمى عليه الجباه | و يمتص ريّ الشفاة | من الموت في موحشات السجون | من البؤس من خاويات البطون | لأجيالها الآتية | لنا الكوكب الطالع | و صبح الغد الساطع | وآصاله الزاهية | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .