الشاعر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عندما أبدع هذا | الكون ربّ العالمينا |
و رأى كلّ الذي | فيه جميلا و ثمينا |
خلق الشاعر | كي يخلق للناس عيونا |
تبصر الحسن | و تهواه حراكا و سكونا |
وزمانا ، و مكانا ، | و شخوصا و شؤونا |
فارتقى الخلق | و كانوا قبله لا يرتقونا |
واستمر الحسن في | الدنيا و دام الحبّ فينا |
* | |
إنّه روح كريم لبس | الطين المهينا |
و نبيّ بهر الخلق | و ما أعلن دينا |
يلمح النّجم خفيّا | و يرى العطر دفينا |
و يرينا الطّهر حتّى | في النّجاة الآثمينا |
و يحسّ الفرح الأسمى | جريحا أو طعينا |
كلّما شاعت دماه | أملا في البائسينا |
* | |
من سواه فيه | وقار الناسكينا |
من سواه عابد | فيه جنون الثائرينا |
من سواه عانق | الله يقينا لا ظنونا |
من ترى إلاّه يحيا | نغمات و لحونا |
من ترى إلاّه يفني ذاته | في الآخرينا |
* | |
لو أبى الله علينا | و هليه أن يكونا |
عادت الأرض و هادا | شاحبات و حزونا |
ترتدي الوحشة و الهول | ضبابا و دجونا |
و أقاحيها هشيما | لا أريجا و فتونا |
و سواقيها سرابا | هازئا بالظامئينا |
و شواديها دمى | خرساء تؤذي الناظرينا |
و استفاق الجدول الحالم | غيظا و جنونا |
و استوى النهر على | وجه الثرى جرحا ثخينا |
وانطوت دنيا الرؤى فيها | و مات الحالمونا |
* | |
أي و ربّي لو مضى | الشاعر عنّا لشقينا |
و لعشنا بعده في | غصص لا ينتهينا |
ولأمسى الله مثل | الناس مغموما حزينا ! |
* | |
زعموا ولّى و لن يرجع | ويح الجاهلينا |
لم يمت من كان لله | خليلا و خدينا |
عاش حينا و سيحيا | بعدما غاب قرونا |