الحرب العظمى
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
لو استطيع كتبت بالنّيران | فلقد عييت بكم وعيّ بياني |
ولكدت استحي القريض وأتّقي | أن يستريب يراعتي وجناني |
أمسى يعاصيني لما جشّمته | فيكم وكنت وكان طوع بناني |
يشكو إلّي وأشتكي إعراضكم | اللّه في عان يلوذ بعان |
عاهدته أن لا أثير شجونه | أو يستير كوامن الأشجان |
يا طالما استبكيته فبكى لكم | لولا الرّجاء بكيته وبكاني |
كم ليلة أحيتها متململا | طرفي وطرف النّجم ملتقيان |
تحنو على قلمي يميني والدّجى | حان على فتيات والفتيان |
أجلو عرائسه لكم وأزفها | ما بين بكر كاعب وعوان |
متألما فيكم وفي أبنائكم | وهم وأنتم نائمو الأحزان |
ما غال نومي حبّ معسول اللّمى | ممنوعه، لكن هوى الأوطان |
أنفقت أيّام الشّباب عليكم | في ذّمة المضي الشّباب الفاني |
كم تسألوني أن أعيد زمانه | يا قوم ، مرّ زمانه وزماني |
هان اليراع على البواتر والقنا | ما تصنع الأقلام بالمرّان |
ليس الكلام بنافع أو تغتدي | حمر المضارب خلف كلّ لسان |
والشّعب ليس بمدرك آماله | حتّى يسير على النّجيع القاني!.. |
***صلّ الحديد وشّمرت عن ساقها | وتنكّر الإخوان للإخوان |
فالخيل غاضبة على أرسانها | والبيض غاضبة على الأجفان |
والموت من قدّامهم وورائهم | والهول كلّ ثنيّة ومكان |
بسطت جناحيها ومدّت ظلّها | فإذا جناحا السّلم مقصوصان |
تغشى مواكبها ثلاث غياهب | من قسطل ودجنّة ودخان |
ويردّ عنها كلّ خائض لّجة | سيلان: من ماء ومن نيران |
أنّى التفتّ رأيت رأسا طائرا | أو مهجة مطعونة بسنان |
يمشي الرّدى في إثر كلّ قذيفة | فكأنّما تقتاده بعنان |
فالجوّ مّما من أرواحهم | لا تستبين نجومه عينان |
والنّهر مّما سال من مهجاتهم | يجري على أرض من المرجان |
والأرض حمراء الأديم كأنّها | خدّ الييّة أو خضيب بنان |
كم من مبيح للضّيوف طعامه | أمسى طعام الأجدال الغرثان |
ومقاتل ناش الكتيبة، ناشه | ظفر العقاب ومخلب السّرحان |
ومخلّق بين المجرّة والسّها | صعد الحمام إليه في الطيران |
ومشيّد وقف الزّمان حياله | متحيّرا بجماله الفتّان |
أخنى على ذكر ((الخورنق)) ذكره | وسما على ((الحمراء)) و((الإيوان)) |
وقضى العصور النّاس في تشييده | أودت به مقذفة وثوان |
ومدينة زهراء آمنة الحمى | هدمت منازلها على السّكان |
خرست بلابلها الشّوادي في الضّحى | وعلا صياح البوم والغربان |
وتعطلّت جنّانها وقصورها | ولقد تكون بغبطة وأمان |
حرب أذلّ بها التّمدّن أهله | وجنى الشّيوخ بها على الشّبان |
سحق القويّ بها الضّعيف وداسه | ومشى على أرض من الأبدان |
بئس الوغى يجني الجنود حتوفهم | في ساحها والفجر للتيجان |
ماأقبح الإنسان يقتل جاره | ويقول هذي سنّة العمران |
بلي الزّمان وأنت مثلك قبله | يا شرعة قد سنّها الجدّان |
فالقاتل الآلاف غاز فاتح | والقاتل الجاني أثيم جان |
لا حقّ إلاّ تؤيّده الظّبى | ما دام حبّ الظّلم في الإنسان |
لو خيّر الضّعفاء لاختاروا الرّدى | لكنّ عيش الأكثرين أماني |
ما بال قومي نائمين عن العلى | ولقد تنبّه للعلى الثّقلان |
تبّاع أحمد والمسيح ، هوادة | ما للعهد أن يتنكّر الأخوان |
اللّه ربّ الشّرعتين وربّكم | فإلى متى الدّين تختصمان |
مهما يكن من فارق فكلاكما | ينمى إلى قحطان أو غسّان |
فخذوا بأسباب الوفاق وطهّروا | أكبادكم من لوثة الأضغان |
في ما يحيق بارضكم ونفوسكم | شغل لمشتغل عن الأديان |
نمتم وقد سهر الأعادي حولكم | وسكنتم والأرض في جيشان |
لا رأي يجمعكم إذا اختلف القنا | وتلاقت الفرسان بالفرسان |
لا رأية لكم يدافع دونها | مردالعوارض، والحتوف دواني |
لا ذنب للأقدرا في إذلالكم | هذا جزاء الغافل المتواني |
لو لم يعزّ الجهل بين ربوعكم | ما هان جمعكم على الحدثان |
المرء ، قيمته المعارف والنّهى | ما نفع باصرة بلا إنسان |
ما بالكم لا تغضبون لمجدكم | غضبات ملطوم الجبين مهان |
أو لستم كالنّاس أهل حفائظ | أم أنتم لستم من الحيوان؟ |
أبناؤكم ، لهفي على أبنائكم | يلهو بهم أبناء جنكيز خان |
النّازعون الملك من أيديكم | العابثون بكم وبالقرآن |
أو كلّما طلعت عليهم أزمة | هاجوا ضغائنكم على الصّلبان |
لا تخدعنّكم لسّياسة إنّها | شتّى الوجوه كثيرة الألوان |
لو تعقلون عملتم لخلاصكم | من دولة القينات والخصيان |
عارعلى نسل الملوك بني العلى | أن _ يستذلّهم بنو الرّعيان |
ثوروا عليهم واطلبوا استقلالكم | ونشبّهوا بالصّرب واليونان |
مذا يروع نفوسكم ، ما فيكم | وكلّ ولا التّرك غير جبان |
وهبوهم الرّومان في غلوائهم | أفما غلبتم أمّة الرّومان |
ما الموت ما أعيا النّطاسي ردّه | موت الذّليل وعيشه سيّان |