في قلبك الله
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مرّت ليال و قلبي حائر قلق | كالفلك في النهر هاج النوء مجراه |
أو كالمسافر في قفر على ظمإ | أضنى المسير مطاياه و أضناه |
لاأدرك الأمر أهواه و أطلبه ، | و أبلغ الأمر نفسي ليس تهواه |
عجبت من قائل إنّي نسيتكم | من كان في القلب كيف القلب ينساه ؟ |
إن كنت بالأمس لم أهبط مربعكم | فالطير يقعد موثوقا جناحاه |
فلا يقرّبه شوق إلى نهر | و ليس تنقله في الرّوض عيناه |
و ليس يشكو و لا يبكي مخافة أن | تؤذي مسامع من يهوى شكاواه |
إنّي لأعجب منّا كيف تخدعنا | عن الحقائق أمثال و أشباه |
إذا بنى رجل قصرا وزخرفه | سقنا إليه التهاني و امتدحناه |
و ما بنى قصره إلاّ ليحجب عن | أبصارنا في زواياه خطاياه |
و نمدح المرء من خزّ ملابسه | و ذلك الخزّ لم تنسجه كفّاه |
و إن أتانا أخو مال يكاثرنا | بالتّبر تيها رجوناه و خفناه |
و قد يكون نضار في خزائنه | دما سفكناه أو جهدا بذلناه |
لا تحسب المجد ما عيناك أبصرتا | أو ما ملكت هو السلطان و الجاه |
ألمال مولاك ما أمسكته طمعا | فانفقه في الخير تصبح أنت مولاه |
ما دام قلبك فيه رحمة لأخ | عان ، فأنت امرؤ في قلبك الله |