كمنجة الشوا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كمنجة ((الشوّا)) عليك السلام | بهيكل الوحي وعرش الغرام |
فيك التفت أرواح أهل الهوى | نجوى وشكوى وبكا وابتسام |
وأودعت فيك الصّبا همسها | وخبّأ الأسرار فيك الظلام |
وذاب فيك الحبّ ذوب الندى | في مبسم الورد وجفن الخزام |
ردّي إلينا اليوم دنيا الرؤى | فإنّنا نشقى بدنيا الحطام |
أجنحة الأشواق مقصوصة | أو موثقات، والأماني رمام |
قد انقضى العمر وأرواحنا | مفطومة بالحرص ، بئس الفطام |
ننأى عن الحسن ونشتاقه | ونهجر الماء ونشكو الأوام |
ويبعث الحقل إلينا الشّذى | ونحن لا ننشق إلاّ الرّغام |
نسير والأضواء من حولنا | كأنّنا في هبوة أو قتام |
والماء يجري حولنا كوثرا | ونحن نستسقي السحاب الجهام |
ونسهر الليل لغير الهوى | ما تنفع اليقظة والقلب نام؟ |
حتى نسينا كيف لون الضحى | ولم نعد نذكر سجع الحمام |
خير من اليقظة عندي الكرى | إن كانت الغبطة بنت المنام |
خلنا الهوى ترجع أيّامه | لم يرجع الحبّ ولا المال دام |
فيا فتى ((الشهباء)) يا شاعرا ، | قد رفع الفنّ لأسمى مقام |
رجعت بالسحر وكان انطوى | وجئتنا بالوحي في غير جام |
هذا عصير الوحي في آلة | خرساء يجري فتنا للأنام |
فإن تجدنا حولها عكّفا | فالمنهل العذب كثير الزّحام |
فدغدغ الأوتار لا تكترث | أنّ تذهب الفتنة بالاحتشام |
سعادة الأنفس في نشوة | من صورة أو نغم أو مدام |
وقل لمن يحذر أن يشتكي | ويحبس الدمع لئلاّ يلام |
إسمع فهذا وتر نائح | وانظر فهذا خشب مستهام |
نيويورك يا ذات البروج التي | سمت وطالت كي تمس الغمام |
لن تبلغي واللّه باب السما | إلاّ بـأوتار كنار الشآم |
فاصغي إلى ألحانه لحظة | تحتقري كلّ صنوف الكلام |
وتدركي أنّ قصور المنى | تبقى ةتنهدّ قصور الرّجام |
فرّحي معنا به واهتفي: | هذا أمير الفنّ، هذا الإمام |