أيّها القلم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ماذا جنيت عليهم ، أّها القلم | و الله ما فيك إلاّ النّصح و الحكم |
إنّي ليحزنني أن يسجنوك وهم | لولاك في الأرض لم تثبت لهم قدم |
خلقت حرّرا كموج البحر مندفعا | فما القيود و ما الأصفاد و اللّجم ؟ |
إن يحسبوا الطائر المحكّى في القفص | فليس يحبس منه الصوت و النّغم |
الله في أمّة جار الزمان بها | يفنى الزمان و لا يفنى لها ألم |
كأنّما خصّها بالذّلّ بارئها | أو أقسم الدهر لا يعلو لها علم |
مهضومة الحقّ لا ذنب جنته سوى | أنّ الحقوق لديها ليس تنهضم |
مرّت عليها سنون كلّها نقم | ما كان أسعدها لو أنّها نعم ؟ |
عدّوا شكايتها ظلما و ما ظلمت | و إنّما ظلموها بالذي زعموا |
ما ضرّهم أنّها باتت تسائلهم | أين المواثيق ، أين العهد و القسم ؟ |
أما كفى أنّ في آذانهم صمما | حتّى أرادوا بأن ينتابها الصّمم ؟ |
كأنّما سئموا أن لا يزال بها | روح على الدّه لم يظفر بها السّأم |
فقيّدوها لعلّ القيد يكتها | و عزّ أن يسكت المظلوم لو علموا |
و أرهقوا الصّحف و الأقلام في زمن | يكاد يعبد فيه الطرس و القلم |
أن يمنعوا الصحف فينا بثّ لوعتنا | فكلّنا صحف في مصر ترتسم |
إنّا لقوم لنا مجد سنذكره | ما دام فينا لسان ناطق و فم |
كيف السبيل إلى سلوان رفعتنا | و هي التي تتمنّى بعضها الأمم ؟ |
يأبى لنا العزّ أن نرضى المذلّة في | عصر رأينا به العبدان تحترم |
للموت أجمل من عيش على مضض | إنّ الحياة بلا حريّة عدم |