فتح اورشليم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
للّه ما أحلى البشير وقوله | سقط الهلال* إلى الحضيض ودالا |
بشرى نسينا كلّ شيء قبلها | النّاس والدّولات والأجيالا |
ردّت على الشّيخ المسنّ شبابه | وعلى الحزين اليائس الآمالا |
وعلى الصّديق صديقه ، وعليهما | أبويهما؛ وعلى الأب الأطفالا |
لو سلوم الخلق الّذي وافى بها | بذلوا له الأرواح والأموالا |
من مبلغ الأبطال عني أنّني | أهوى القروم الصّيد والأبطالا |
بالأمس قطّعت الجزيرة قيدها | ورمت بوجه الغاشم الأغلالا |
واليوم ودّعت المظالم أختها | ومشيت تجر ذبولها إدلالا |
أبنات أورشليم ضمّخن الثّرى | بالطّيب واملأن الدّروب جمالا |
حتّى يمرّ الفاتحون فإنّهم | كشوا الأذى عنكنّ والإذلالا |
فاخلعن أثواب الكآبة والأسى | وألبسن من نور الضّحى سربالا |
وانفخن بالبسمات كلّ سيمذع | خاض العجاج ووجهه يتلالا |
هذا مجال للفتى أن يزدهي | فيه ، وللحسناء أن تختالا |
يا قائد الصّيد الغطارفة الألى | تحنى الرؤوس ، لذكرهم ، إخلالا |
ظنّ المغول جنودهم تحميهم | والقرد يحسنه أبوه غزالا |
فتألّبوا وتهدّدوا وتوّعدوا | حتّى طلعت فأجفلوا إجفالا |
ذعر الطّيور سطا عليهم باشق | وبنات آوى أبصرت رئبالا |
كم حجفل بعثوا إليك مع الدّجى | لاقاه جيشك ، والصّباح ، فزالا |
طاردتهم فوق الجبال وتحتها | كالليث يطرد دونه الأوعالا |
فملأت هاتيك الأباطح والرّبى | بجسومهم وملأتهم أهوالا |
وحميت إلاّ السّهد عن أجفانهم | ومنعت إلاّ عنهم الأوجالا |
ساقوا إليك مثنهم وألوفهم | فرقا وسقت إليهم الآجالا |
وصنعت من أسيافهم ودروعهم | لرقابهم وزنودهم أغلالا |
لو لم تساقطهم إليك جبالهم | عند الضحى زلزلتها زلزالا |
إن يأمنوا وجدوا المنايا يمنة | أو يأسروا وجدوا الجيوش شمالا |
وشكت خيولك في اليادين الوجى | فجعلت أرؤسهم لهنّ نعالا |
ورأوك قد عرّضت صدرك للظّبى | عند الحصون فعرّضوا الأكفالا |
هنّئت بالنّصر المبين فإنه | نصر يعزّ على سواك منالا |
هذي القلوب نسجتها لك أحرفا | لو أستطيع صنعتها تمثالا |
أرضيت موسى والمسيح وأحمدا | والنّاس أجمع والإله تعالى |
______________________________ | |
* يقصد بالهلال دائما الأتراك . |