ضيف ثقيل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أقصّ عليكم ما جرى لي بالأمس | فلي قصص تجلو الهموم عن النفس |
إذا فلت قال الدهر أحسنت يا فتى | ولو كان ذا حس لغاب عن الحسّ |
فدونكم هذا الحديث فإنّه | ألذّ وأشهى من معاقرة الكأس |
جلست إلى طرسي وقد عسعس الدّجى | أسطّر ما توحيه نفسي في طرسي |
وليس سوى نور ضئيل بجانبي | يلوح ويخفى كالرّجاء لدى اليأس |
وكالنّقع في جوف الدواة أو الدّجى | وكالهندواني بين أنملي الخمس |
فصاحة قس أودعت في لسانه | وحكة لقمان ، ويحسب في الخرس |
ضعيف الخطى،بادي التحول كأنما | يشدّ إلى قيد، يشدّ إلى حبس |
أقلّبه فوق الطروس وإنما | أقلّب فوق الطرس سعدي أو نحسي |
فنّبهني طرق على باب غرفتي | وصوت ضعيف وهو أقرب للهمس |
نهضت ولكن مثلما ينهض الذي | به نشوة ، أو من يفيق من المسّ |
ولما فتحت الباب أبصرت راهبا | ولو كنت طفلا قلت غول من الإنس |
فأزعجني مرآة حتى كأنما | رسول الرّدى قد جاء ينعى لي نفسي |
فقلت وقاني اللّه شرّك ما الذي | أتى بك، يا مشؤوم ، في ساعة الأنس |
أجاب كفيت السوء جئتك طالبا | مديحك لي بين الأعارب والفرس |
فقلت وحقّ الشعر مدحك واجب | ومثلي يقضيه على العين والرأس |
خبرت بني الدنيا وفتّشت فيهم | فلم تر عيني قطّ أثقل من قسّ |