زهرة اقحوان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كلن في صدري سرّ كامن كالأفعوان | أتوقّاه وأخشى أن يراه من يراني |
وإذا لاح أمامي عقل الذعر لساني | فكأني عند بحر هائج أو بركان |
لم أخفه غير أني خفت أبناء الزمان | ولكم فان نظيري خاف قلبي بطش فان |
*** | |
لم يسع سري فؤادي، لم تسع المعاني | فقصدت الغاب وحدي والدّجى ملقى الجران |
ودفنت السرّ فيه مثلما يدفنّ جان | ورأى الليل قتلي فبكاه وبكاني |
إنّ للّيل دموعا لا تراها مقلتان | كنت حتى مع ضميري أمس في حلرب عوان |
فانقضى عهد التجافي وأتى عهد التداني | خدّرت روحي فأمسى شأن جلّ الخلق شأني |
لا أرى في خمر معنّى ، ولكم فيها معاني | فكأني آله العاصر أو إحدى الأواني |
لم يعد قلبي كالبرق شديد الخفقان | لم تعد نفسي كالنجمة ذات اللمعان |
بتّ لا أبكي لمظلوم ولا حر مهان | لا ولا أحفل بالباكي ولو ذو صولجان |
صرت كالصخر سواء هادم عندي وبان | |
*** | |
يا لآمالي الغوالي ! يا لأحلامي الحسان! | طوت الغابة سري فانطوت معه الأماني |
ضاع لما ضاع شيء من كياني بل كياني | في صباح مستطير كمصباح المهرجان |
لبست فيه الروابي حلة من أرجوان | وتبدّى الغاب من أوراقه في طيلسان |
ساقني روح خفي نحو ذيّاك المكان | فإذا بالسرّ أضحى زهرة من أقحوان |