أخو الورقاء
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
رسالة إلى الشاعر القروي ألقيت في الحفلة الوداعية التي أقيمت في ولاية تكساس وقد تعذر على الشاعر حضورها. | |
------------ | |
للّه من عبث القضاء وسخره | بالناس والحالات والأشياء |
كم درة في التاج ألف مثلها | في القاع لم تخرج من الظلماء |
ولكمْ تعثر بالغبار سميذع | وانداحت الأطواد للجبناء |
ولكم جنى علم على أربابه | وجنى الهناء جماعة الجهلاء |
أرأيت أعجب حالة من حالنا | أزف الرحيل ولم تفز بلقاء! |
عاشت شهورا بالرجاء قلوبنا | وبلجظة أمست بغير رجاء |
ماتت أمانينا الحسان أجنّة | لم تكتحل أجفانها بضياء |
فكأنها برق تألّق وانطوى | في الليل لم تلمحه مقلة راء |
وكأننا كنا نحلّق في الفضا | صعدا لنلمس منكب الجوزاء |
حتى إذا حان الوصول ... رمت بنا | نكباء عاتية إلى الغبراء! |
وكأن ((تكسس)) وهي في هذا الحمى | صقع ((كسانبول )) قصي ناء |
طوبى لها إن كان يعلم أهلها | أنّ النزيل بها أخو الورقاء |
كانت مسارح ((للرعاة)) فأصبحت | لما أتاها كعبة الشعراء |
هو بلبل عبق النبوّة في أغانيه ، | وفيها نكهة الصهباء |
وجلال لبنان ، وقد غمر المسا | هضباته، وانسال في الأوداء |
غنّى ، ففي النسمات ، والأوراق، | والغدران، أعراس بلا ضوضاء |
وبكى، فشاع الحزن في الأزهار، | والأظلال ، والألوان، والأضواء |
هو نفحة قدسية هبطت إلى | هذا الثرى من عالم اللألاء |
لو عاد للدنيا البراق وحزته | ما كان إلا نحوه إسرائي |
أشكو البعاد وليس لي أن أشتكي | فسماؤه موصولة بسمائي |
ما حال بين نفوسنا ، ما حال بين جسومنا من أجبل وفضاء | |
فلكم نظرت إلى الرّبى فلمحته | في الأقحوان الخيّر المعطاء |
وسمعت ساقية تئنّ فخلتني | لبكائه أوطانه إصغائي |
وإذا تلوح لي الجبال ذكرته | فالشاعر القرويّ طود إباء |
من كان يحلم بالغدير فإنه | يبدو له في كلّ قطرة ماء |
إن كنت لم أره فقد شاهدته | بعيون أصحابي، وذاك عزائي |
... | |
أفتى القوافي كالشّواظ على | العدى وعلى قلوب الصّحب كالأنداء |
سارت إليك تحيتي ولو انّني | خيرت ، كنت تحيتي ودعائي |