فلسطين
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ديار السّلام ، و أرض الهنا | يشقّ على الكلّ أن تحزنا |
فخطب فلسطين خطب العلى | و ما كان رزء العلى هيّنا |
سهرنا له فكأنّ السيوف | تحزّ بأكباد ههنا |
و كيف يزور الكرى أعينا | ترى حولها للرّدى أعينا ؟ |
و كيف تطيب الحياة لقوم | تسدّ عليهم دروب المنى ؟ |
بلادهم عرضة للضّياع | و أمّتهم عرضة للفنا |
يريد اليهود بأن يصلبوها | و تأبى فلسطين أن تذعنا |
و تأبى المرؤة في أهلها | و تأبى السّيوف ، و تأبى القنا |
أأرض الخيال و آياته | و ذات الجلال ، و ذات السنا |
تصير لغوغائهم مسرحا | و تغدو لشذّاذهم مكمنا ؟ |
بفسي " أردنّها " السلسبيل | و من جاوروا ذلك الأردنا |
لقد دافعوا أمس دون الحمى | فكانت حروبهم حربنا |
و جادوا بكلّ الذي عندهم | و نحن سنبذل ما عندنا |
فقل لليهود و أشياعهم | لقد خدعتكم بروق المنى |
ألا ليت " بلفور " أعطاكم | بلادا له لا بلادا لنا |
" فلندن " أرحب من قدسنا | و أنتم أحبّ إلى " لندنا " |
ومنّاكم وطنا في النجوم | فلا عربيّ بتلك الدنى |
أيسلب قومكم رشدهم | و يدعوه قومكم محسنا ؟ |
و يدفع للموت بالأبرياء | و يحسبه معشر ديّنا ؟ |
و يا عجبا لكم توغرون | على العرب " التامز و الهندسنا " |
و ترمونهم بقبيح الكلام | و كانوا أحقّ بضافي الثنا |
و كلّ خطيئاتهم أنّهم | يقولون : لا تسرفوا بيتنا |
فليست فلسطين أرضا مشاعا | فتعطى لمن شاء أن يسكنا |
فإن تطلبوها بسمر القنا | نردّكم بطوال القنا |
ففي العربيّ صفات الأنام | سوى أن يخاف و أن يجبنا |
و إن تحجلوا بيننا بالخداع | فلن تخدعوا رجلا مؤمنا |
و إن تهجروها فذلك أولى | فإنّ " فلسطين " ملك لنا |
و كانت لأجدادنا قبلنا | و تبقى لأحفادنا بعدنا |
و إنّ لكم بسواها غنى | و ليس لنا بسواها غنى |
فلا تحسبوها لكم موطنا | فلم تك يوما لكم موطنا |
و ليس الذي نبتغيه محالا | و ليس الذي رمتم ممكنا |
نصحناكم فارعووا و انبذوا | " بلفور " ذيّالك الأرعنا |
و إمّا أبيتم فأوصيكم | بأن تحملوا معكم الأكفنا |
فإنّا سنجعل من أرضها | لنا وطنا و لكم مدفنا ! |