((ميامي فلوريدا))
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألقاها في المأدبة التي أقامها النادي السوري اللبناني | |
الاميركي في ميامي فلوريدا تكريما له. | |
- - - | |
ما طائر كان في بيداء موحشة | فساقه قدر نحو البساتين |
فبات تسعده فيها بلابلها | حينا ، ويسعدها بعض الأحايين |
مني بأسعد حظا مذ نزلت بكم | يا معشر السادة الغرّ الميامين |
فررت من برد كانون فقابلني | في أرضكم بالأقاحي شهر كانون |
أنسام ((أيار)) تسري في أصائلها | وفي عشياتها أنفاس ((تشرين)) |
توزّع السحر شطرا في مغارسها | ولآخر في لحاظ الخرّد العين |
كلّ الشتاء ربيع في شواطئها | وكلّ أيامها عيد الشعانين |
لكن ميامي وإن جلّت مفاتنها | لولا وجودكم ليست لتغريني |
إني لأشهد دنيا من عواطفكم | أحبّ عندي من دنيا الرياحين |
وكلما سمعت نجواكم أذني | ظننت أني في دنيا تلاحين |
لأنتم النور لي والنور منطمس | وأنتم الماء إذ لا ماء يرويني |
أحيبتكم حبّ إنسان لإخوته | إذ ليس بينكم فوقي ولا دوني |
إن كان فيكم قوي لا يقاهرني | أو كان فيكم ضعيف لا يداجيني |
قل لامرىء مثل قارون بثروته | إني امرؤ بصحابي فوق قارون |
من يكتسب صاحبا تبق مودته | فهو الغنّي به لا ذو الملايين |
فاختر صحابك وانظر في اختارهم | إلى الطبائع قبل اللون والدين |
ليس الوداد الذي يبق إلى أبد | مثل الوداد الذي يبقى إلى حين |
والمرء في هذه الدنيا عواطفه | إن تندرس فهو بيت غير مسكون |
وإن عاطفة هذي مظاهرها | من عالم الروح لا من عالم الطين |
لوفاتني كلّ ما في الأرض من ذهب | ولم تفتني فإني غير مغبون |
لو القوافي تؤاتيني شكرتكم | كما أريد ، ولكن لا تؤاتيني |
لا يمدح الورد إنسان يقول له | يا ورد إنك ذو عطر وتلوين |
فاستنطقوا القلب عني فهو يخبركم | فالحبّ والقلب مكنون بمكنون |
لولا المحبة صار الكون أجمعه | طوبى الأفاعي وفردوس السراحين |
إني سأحفظ في قلبي جميلكم | وسوف أذكره في العسر واللين |