عبد الحميد بعد اعلان الدستور
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبا الشعب إطلع من حجابك يلتقي | بطرفك مثل العارض |
جماهير لا يحصى اليراع عديدها | هي الرمل إلا أنه لم ينسق |
هو الشعب قد وافاك كالبحر زاخرا | وكالجيش يقفو فيلق إثر فيلق |
تطلّع تجده حول قصرك واقفا | يحدّق تحديق المحبّ لوفّق |
لقد لبسته الأرض حليا كأنهما | أياديك فيه لم تزل ذات رونق |
وألقت عليه الشمس نظرة عاشق | غيور تلقّاها بنظرة مشفق |
يهش لمرآك الوسيم وإنّما | يهش لمرآى الكوكب المتألّق |
ويعشق منك البأس والحلم والنّدى | كذاك من ينظر إلى الحسن يعشق |
يكاد به يرقى إليك اشتياقه | فيا عجبا بحر إلى البدر يرتقي |
تفرّق عنك المفسدون وطالما | رموا الشعب بالتفريق خوف التفرّق |
وكم أقلقوا في الأرض ثمّ تراجعوا | يقولون شعب مقلق أيّ مقلق |
وكم زوّروا عنه الأراجيف وادّعوا | وأيّدهم ذيّاكم الزاهد التقي |
لمن يرفع الشكوى؟ وقد وقفوا له | على الباب بالمرصاد فاسأله ينطق |
وأما ولا واش ولا متجسس | فقد جاء يسعى سعي جذلان شيّق |
يطارحك الحبّ الذي أنت أهله | وحسبك منه الحبّ غير مزوّق |
وها جيشك الطامي يضجّ مكبرا | بما نال من عهد لديك وموثق |
يطأطىء إجلالا لشخصك أرؤسا | يطأطىء إجلالا لها كلّ مفرق |
لهام متى تنذر به الدهر يصعق | وإن يتعرّض للحوادث تفرّق |
يفاخر بالسّلم الجيوش وإنّه | لأضربها بالسيف في كلّ مأزق |
وأشجعها قلبا وأكرمها يدا | إذا قال لم يتّرك مجالا لأحمق |
ألا أيها الجيش العظيم ترّفقا | ملكت قلوب الناس بالعرف فاعتق |
ويا أيها الملك المقيم(بيلدز) | أرى كلّ قلب سدّة لك فارتق |
ألا حبّذا الأجناد غوثا لخائف | ويا حبّذا الأحرار وردا لمستق |
ويا حبّذا عيد الجلوس فإنّه | أجلّ الذي ولّى وأجمل ما بقي |