الغد لنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تبدّل قلبي من ضلالته رشدا | فلا أرب فيه لهند و لا سعدى |
و لم تخب نار الوجد فيه و لا انطوت | و لكن هيامي صار بالأنفع الأجدى |
و ما الزهد في شيء سوى حبّ غيره | أشدّ الورى نسكا أشدهم وجدا |
أحبّ سواي العيش لهوا وراحة | و انكرته لهوا فأحببته كدّا |
و ما دام في الدنيا سمو ورفعه | فما أنا من يرضى و يقنع بالأردا |
... | |
هو الموت أن نحيا شياها وديعه | و قد صار كلّ الناس من حولنا أسدا |
و أن نكتفي بالأرض نسرح فوقها | و قد ملكوا من فوقنا البرق و الرعدا |
و أن ينشروا في كلّ أفق بنودهم | و أن لا نرى فوق السّماك لنا بندا |
... | |
تأملت ماضينا المجيد الذي انقضى | فزلزل نفسي أنّه انهار و انهدا |
و كيف امّحت تلك الحضارات كلّها | و صارت بلاد أنبتتها لها لحدا |
و صرنا على الدنيا عيالا و طالما | تعلّم منا أهلها البذل و الرفدا |
و نحن الألى كان الحرير برودهم | على حين كان الناس ملبسهم جلدا |
... | |
إذا الأمس لم يرجع فإنّ لنا غدا | نضيء به الدنيا و نملأها حمدا |
و تلبسنا في الليل آفاقه سنا | و تنشرنا في الفجر أنسامه ندّا |
فإنّ نفوس العرب كالشهب ، تنطوي | و تخفى ، و لكن ليس تبلى و لا تصدا |
و مثل اللآلي لا يخيس جمالها | و إن هي لم ترصف و لم تنتظم عقدا |
إذا اختلفت رأيا فما اختلفت هوى ، | أو افترقت سعيا فما افترقت قصدا |