أنا وهي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
جلست إليها والترام بنا يعدو | إلى حيث لا واش هناك ولا ضدّ |
قد انتظت هذي القطارات في الثّرى | كأن الثّرى وتلك لها عقد |
بلى، هي عقد بل عقود ، ألا ترى | على الأرض أسلاكا تدور فتمتدّ؟ |
يسير فيطوي الأرض طيا كلأنّما | دواليبة أيدي، كأنّ الثذرى يرد |
فكالطود إلاّ أنّ ذيّاك ثابت | وكالريح إلا أن هاتيك لا تبدو |
توهّمته من سرعة السّير راكدا | وأنّ الدّنى فيمن على ظهرها تعدو |
تحوم عليه المركبات كأنه | مليك وتلك المركبات له جند |
تقصر عنه الرّيح إما تسابقا | فكيف تجاربه المطهّمة الجرد؟ |
على أنه في كفّ عبد زمامه | فيا من رأى ملكا يصرفه عبد |
كأني به ، يا صاح، دار ضيافة | يغادر وفد ويقصده وفد |
خلوت بمن أهوى به رغم عاذلي | ولم يك غير القرب لي ولها قصد |
فسار بنا في الأرض وخدا كأنما | درى أنّ ما نبغيه منه هو الوخد |
فما راعني واللّه إلا وقوفه | فقد كنت أخشى أن يفاجئنا وغد |
ولما انتهى من سيره وإذا بنا | على شاطىء البحر الذي ما له حد |
هناك وقفنا والشّفاة صوامت | كأن بنا عيّا وليس بنا وجد |
سكتنا ولكنّ العيون نواطق | أرق حديث ما العيون به تشدو |
سكرنا ولا خمر ولكنّه الهوى | إذا اشتدّ في قلب امرىء ضعف الرشد |
فقالت وفي أجفانها الدمع جائل | وقد عاد مصفرّا على خدّها الورد |
ألا حبّذا ، يا صاحبي، الموت ههنا | إذا لم يكن من تذوّق الرّدى بدّ |
فيالك من فكر مخيف وهائل | ويا لك من مرآى يرقّ له الصّلد |
فقلت لها إني محب لكلّ ما | تحبين ، إن السمّ منك هو الشّهد |
فقالت أمن أجلي تحنّ إلى الردى؟ | دع الهزل إنّ المرء حليته الجد |
فقلت لها لو كنت في الخلد راتعا | ولست معي واللّه ما سرّني الخلد |
فإن لم يكن مهد إليك يضمّني | فيا حبّذا ، يا هند ، لو ضمّنا لحد |
فقالت لعمر الحقّ إنك صادق | فدمت على ود ودام لك الودّ |
فلو لم أكن من قبل أعشق حسنها | لهمت بها واللّه حسبي من بعد |