أرشيف الشعر العربي

إلى المناضلين...

إلى المناضلين...

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
أطِلّوا ، كما اتَّقدَ الكوكبُ يُنوِّر ما خَبطَ الغَيْهَبُ
وسيروا وان بَعُدَت غايةٌ وشُقّوا الطريقَ ولا تَتْعَبُوا
ومُدّوا سَواعدَكم انها معينٌ من الجُهد لا ينضُب
وهاتُوا قلوبَكُمُ أُفرِغِتْ على نَجدةِ الحَقِّ ، أو فاذْهَبوا
فما إن يَليقُ بمجد النضالِ ضعيفٌ على نَصرِه يُغصَب
وإنَّ " غداً " باسماً يُجتَلَى بشِقِّ النفوس . ولا يُوهَب
وإني وإن كنتُ صِنْوَ الرجاءِ في حومةِ اليأسِ ، لا أُغْلَب
أواعدكم من " غَدٍ " صادقاً ويُسرِفُ في الوعد من يَكذب
أمامَكُمُ مُوعِرٌ ، مُلغَمٌ بشتّى المخاوفِ ، مُستَصْعَب
يَسُدُّ مداخلَه أرقمٌ وتحمي مسالِكَهُ أذؤب
وسوف يبينُ إذا ما انجَلى غدٌ ، من يَجِدُّ ، ومن يَلعَب
فسوف يدوِّرُ " ساعاتِكم " بما لا يَسُرُّكُمُ " عقرب "
وسوف يخونُكُمُ " خائفٌ " وسوف يساوِمُكُم " أشعَب "
وسوف يزاملُكُم خطوةً ويَخذِلُكم خُطوةً مُتعَب
وسوف يطولُ عناءُ الطريقِ عليكُمْ فيَعزبُ منَ يَعْزب
وسوف تَضيقُ بِكُم دُوركُم وسُوحُ " السجون " بكم تَرحُب
فقولوا لمن ظن أنّ الكفاحَ غَلةُ مزرعةٍ ، تكذِب
وقولوا لمن ظنَ أنَّ الجموعَ مطايا تُسَخَّرُ : يا " ثعلب "
تُريدون أنْ تستقيمَ الامورُ وأن يخلُفَ " الأخبثَ " الأطيب
وان تجمَعُوا الشَمْل من أُمَّةٍ يفرِّقُها " الجَدُّ " و " المذهب "
وأن يأكلَ " الثَمرَ " الزارعونَ وأن يأخُذَ " الأرضَ " من يدأب
تريدون أن يعرِفَ الكادحونَ من " العيش " ما عنهُم يُحجَب
تريدون أن تَطْعّنوا في الصميم رثَّ " الطباع " وأن تضرِبوا
ومن دون ذلك أن تَصطلوا سعيرَ الحياة ، وان تَسغَبوا
وأن ترِدوا ما يمُجُّ القَذَى وأنَ تَطْعموا منه ما يَجشُب
فلا تحسَبوا أنكم في الجهاد " هواةٌ " يضمُّهُمُ ملعَب
ولا تحسَبوا أن " مُستثمِراً " ظلوماً لمصرعِه يَطرب
ولا تحسَبوا أن " مستعمِراً " يُثارُ عليه ولا يغضَب
ولا تحسَبوا " الأرضَ " يَهْنا بها ذَووها ، وبالدم لا تُخضَب
ولا تحسَبوا " أنَّهم يَظمأون وطوعَ أكفِّهمُ المشرَب
فأنذرْ بحنظلةٍ خائنا تعجَّلَه الثَمرُ الطيب
وبشَّرْ بحُلْو " الْجَنى " كادحا على " الجِذر " من شَجر يَضرِب
فلا تهِنوا ، إنَّ هَذي الأكفَّ تُملي على الدَهر ما يكتب

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمد مهدي الجواهري) .

ضحايا الأنتداب

مبادلة العواطف

وادي العرائش...

يوم الشهيد ...

الشاعرية بين البؤس والنعيم ..