ليلة معها ...
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لا أكذبَنّكِ إنّني بَشَرٌ | جَمُّ المساوي آثِمٌ أشِرُ |
لا الحبُّ ظمآناً يُطامِنُ مِنْ | نفسي وليس رفيقيَ النظَر |
ولكم بَصُرْتُ بما أضيقُ به | فودِدْتُ أنّي ليس لي بصر |
أو أنني حجر وربتَّمَا | قد بات أرْوَحَ منّيَ الحَجَر |
لا الشيءُ يُعْجِبُهُ فَيَمْنَعُهُ | فإذا عداه فكلّهُ ضَجر |
ولكم ظَفِرتُ بما بصرتُ به | فحَمِدْت مرأى بعدَهُ ظفَر |
شفتاي مُطْبْقَتَانِ سيدتي | والخُبْرُ في العينينِ والخَبَر |
فاستشهِدِي النظراتِ جاحِمَةً | حمراءَ لا تُبْقي ولا تَذر |
ولرغبة في النفس حائرة | مكبوتة يتطايرُ الشرر |
إنا كلينا عارفان بما | حَوَتِ الثّيابُ وضَمَّتِ الأزُر |
وبنا سواءً لا حياءَ بنا | الجذوةُ الخرساءُ تستعر |
فعلى مَ تَجتهدين مُرْغَمَةً | أن تَسْتري ما ليس يَنْسَتِر |
كذب المنافقُ . لا اصطبارَ على | قدٍّ كَقَدِّكِ حينَ يُهتَصَر |
ومُغَفَّلٌ من راح يُقنِعُه | منك الحديثُ الحلوُ والسمر |
يُوهي الحجى ويُذيبُ كلَّ تُقىً | من مُدّعيهِ شبابُك النَّضِر |
ويَرُدُّ حلمَ الحالمين على | أعقابِهِ التفتيرُ والخَفَر |
النَّفْسُ شامخةٌ إذا سعُدَتْ | بك ساعةً والكونُ مُحْتَقَر |
وفداء " محتضن " سمحتِ به | ما تفجع الاحداثُ والغير |
حلم أخو اللذاتِ مفتقد | امثالُهُ وإليه مفتقِر |
وسويعة لا أستطيعُ لها | وصفاً فلا أمْنٌ ولا حَذَر |
يدها بناصيتي ومحْزَمُها | بيدي . فمنتَصِرٌ ومندَحِر |
فلئن غَلَبْتٌ فَخَيْرُ متَّسَدٍ | للشاعرِ الأعكانُ والسُرَر |
ولئن غُلِبْتُ فغالبي مَلَك | زاهٍ . بهِ صافحٌ عني ومغتفر |
أمسكتُ " نهديها " وأحسَبُني | أشْفَقْتُ أن تتدحرجَ الأُكَر |
عندي من استمتاعةٍ صُوَرٌ | ومِنَ التَّغنُّجِ عندَها صُوَر |
قالت وقد باتَتْ تطاوعُني | فيما أُكَلِّفُها وتأتَمِر |
أمعانياً حاولتَ تَنْظِمُها | تختارُ ما تَهْوى وتَبْتَكِر |
إني وردتُ " الحوضَ "ممتلئاً | " شَهْداً " يفوحُ أريجُهُ العَطِر |
ولقد صدرتُ وليس بي ظَمَأٌ | للهِ ذاكَ الوِردُ والصَّدَر |
وإذا صدقتْ فانه بدَنٌ | لأطايب اللذاتِ مُخْتَبَر |
يا زهرةً في ريعها قُطِفَتْ | كأرقِّ ما يتفَتَّقُ الزَّهَر |
نِعْمَ القضاءُ قضى بمرتشَفٍ | لي من " لماك " وحبّذا القَدَر |
ما إنْ أخَصِّصُ منكِ جارحةً | كلَّ الجوارحِ منكِ لي وطر |
يُزرْي بفلسفةٍ مطّولةٍ | والعلمُ شيءٌ فيك " مُخْتَصَر" |
" ومعبد " لم يبل منهجه | بالسالكيه . ولم يَلُحْ أثَر |
إني لآسَفُ أنْ يجورَ على | خدّيكِ خدٌّ كلُّهُ شَعَر |
وعلى إهابٍ منكِ ممتلئٍ | مَرحَا إهابٌ مِلؤُهُ كَدَر |
هذا الحريرُ الغَضُّ مَلْمِسُهُ | حَيْفٌ يُخَدِّشُ جَنْبهُ الوبر |
عيني فِدى قَدَمَيَكِ سيّدتي | عيناكِ قد أضناهُما السَّهَر |
لا أكتفي بالروحِ أُزْهِقُها | عُذرا اليكِ فكيف أعتذر |
قلبٌ تجمَّعَتِ الهُمُومُ به | نَفَّسْتُ عنه فهو مزدهِر |
ضنكُ المنافذِ لا مكانَ به | لمَسَرَةٍ واليومَ ينتشر |
لَوْ لَمْ تُحلِّيه على سعةٍ | من رُحْبِ صدركِ كانِ يَنْفَجِر |
سَحَرٌ زماني كلُّهُ لِهَوَى | ليلٍ بقربِك كلُّه سَحَر |
وأرى لياليَّ الطِوالَ بها | شَبَهٌ ففي ساعاتِها قِصَر |