بنت بيروت ...
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا عَذبَةَ الرُوح يا فتّانَة الجَسدِ | يا بنتَ " بيروتَ " يا أنشودةَ البَلدِ |
يا غيمةَ الشَعرِ مُلتاثاً على قَمر | يا بَسمةَ الثغر مفترَّاً عن النَضَد |
يا رَوعةَ البحرِ في العينينِ صافيةً | يا نشوةَ الجبَلِ الملتّفِ في العضُد |
يا قَطرةً من نِطاف الفجر ساقطها | من " أرز " لبنانَ خفَّاقُ الظلالِ ندى |
يا نَبتة الله في عَليا مَظاهرِه | آمنتُ بالله لم لم يُولَد ولم يَلِد |
يا تلعةَ الجيدِ نصَّته فما وقَعَت | عَينٌ على مِثله يَزدانُ بالجَيَد |
يُطِلُّ منها بوجهٍ أيِّ مُحْتَملٍ | ويَستريحُ بصدرٍ أيِّ مقتعَد |
يا جَوهرَ اللُطفِ يا معنىً يضيقُ به | لَفظ فيقذِفُهُ الشِدقانِ كالزَبَد |
أعِيذُ وجهَكِ أن أشْقى بِرقَّتِه | وفَيْضَ حُسنِك إن يَعيا برِيِّ صدى |
ولا يليقُ بأجفانٍ أنشِّرُها | على جمالكِ أن تُطوى على السُهد |
يَدٌ مَسحتُ بها عَيني لأغمِضَها | على الهوى ، ويدي الأخرى على كَبِدي |
وَرَدتُ عن ظمأٍ ماءً غَصِصتُ به | فليتَ أنَّيَ لم أظَمأْ ولم أرِد |
قالَ الرِفاقُ ونارُ الحُبِّ آكلةٌ | مِن وَجنْنتَّي أهذا وجهُ مُبَترِد |
لمْ أدرِ أذكُرُ " بيروتاً " بأيِّكما | أأنتِ . أم لَوعتي ياليلةَ الأحد |
عَجّ الرصيفُ بأسرابِ المها وهَفا | قلبي بزفرةِ قَنَّصٍ ولم يسِد |
فمِن مُوافيةٍ وعداً ، وراقبةٍ | وعداً ، وأين التي وَّفت ولم تَعِد؟ |
فُويقَ صدرِكِ من رفق الشبابِ به | أشهى وأعنفُ ما يُعطى لمنتهد |
كنزانِ مِن مُتَع الدُنيا يُقِلُّهُما | جمُّ الندى سَرِفٌ في زيِّ مُقتَصِد |
قالوا تَشاغَلَ عن أهلٍ وعن ولَدٍ | فقال نهداك : لم يَشغَلهْ من أحد |
سوى رَضيِعي لبانٍ توأمٍ حُبِسا | رهنَ الغِلالة إشفاقاً مِن الحَسَد |
راجَعتُ نَفسي بما أبقى الشبابُ لها | وما تخلَّف من أسئاره بِيدي |
فما أمرَّ وأقسى ما خرجتُ به | لولا بَقيةُ قلبٍ فيَّ مُتَّقِد |
أمسى مَضى بلُبانات الهوى . وأتى | يَومي يُمهِّد بادي بَدءةٍ لِغَدي |