أمّتي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا أمّةً لم تجاوز أمسَها لغدِ | كيف السبيلُ لكي تَنسي فتتّحدي |
كفى مكابرةً - ما تؤمنين بهِ | ما غاب - مثلُكِ - معنى الغيبِ عن أَحَدِ |
عايشتِ مطلعَ إرهابٍ ، يُدان بهِ | ذووكِ من قِدَمٍ ، أَدّى إلى بَدَد |
ولا مُبرِّرَ في تكفير بعضِهِمُ | بعضاً سوى ذلك الإدمانِ في «السند» |
فلا المساجدُ تدعو من منابرها | إلى احترام حقوقِ الفردِ في البلد |
ولا «الشهادةُ» تعني للجموع سوى | خُلْفٍ - تعالجه بالبطش والقَوَد |
هيهات يحمد إنسانٌ جِوارَهُمُ | إن المهوَّسَ فيهم بُغضُه أَبَدي |
كم عانتِ «القلّةُ العصماءُ» بينَهمُ | أذىً ، وكم لبثوا في سجنِ مُضطهِد |
وعشتِ يا أمتي! لا تحفلين بنا | رعى احتفالُكِ دوماً كثرةَ العدد |
ولا كعهدِكِ إذ تَمّتْ سيادتُهُ | في الخافقَيْنِ - وباسم الدينِ لم يَسُد |
محا التخلّفُ ما سُنَّ الجهادُ له | فبِتِّ والدةً... رُوحاً بلا جسد |
حقُّ الشعائرِ بالتقوى ، تُوجّهها | لله خالصةً - كالطائر الغَرِد |
خُذي صداكِ، يُدوّي من مآذننا | هل قطُّ تضخيمُه أفضى إلى رَشَد؟ |
أنَّى لشاهدهم تقويمُ ظاهرةٍ | كغُرّة الشهرِ بين السبت والأحد |
أو المعارضِ إذ تزهو بثروتنا | ما قيمةُ الجمعِ لولا فضلُ مُقتصِد |
أو ما يُقدّره في كلّ مُؤتمَرٍ | حول الزعامةِ، مِشوارٌ لذي حسد |
جميعُها قدوةٌ مُثْلى لسائرها | وليس تَخفى مراميها على أحد |
لولا حقيقتُنا وَهْمٌ نلوذ بهِ | يا أمَّتي لبلغناها يداً بيد |
هُمُ بنوكِ وقد ناموا على حُلُمٍ | طال النهارُ به دون ارتيادِ غد |
كأنهم إذ يرَوْن الحالَ خانقةً | تُلقي بمن شكَّ في دَوّامة العُقَد |
وإذ مصّممةُ الأزياءِ تُفْزِعهم | بموقفٍ لفتاة العصرِ مُنفرِد |
عادوا سواسيةً، لا يملكون لها | إرادةً ، غيرَ فتوى أيِّ مُجتهِد |
هنا، أعدُّوا مع الأيام عِدَّتَهم | لخوض ماضٍ لهم بالذكريات نَد |
واليومَ... لا سُورَ في الدنيا على وطنٍ | إلا تَسوَّرَه الإرهابُ في رَصَد |
ما أظلمَ الدارَ تُعشي عينَ ساكنها | عن جلوة الكونِ في إسحاره الجُدُد |
إن كان هذا هو الإسلامُ مُعْتمِراً | فيا لوحشةِ من يشقى مع الحشد! |