بين يدي الزمان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
جار في حكمه الزمانُ وحابى | عالَـماً في غبائه فتغابى |
في اختلاف اللونين بِيضاً وسُوداً | كعُداةٍ طوراً وطوراً صِحابا |
واعتناقِ الحدودِ إنْ هي قَرّتْ | في مَراعٍ، أو هاجروا أسرابا |
فاختراقٍ، ما كان في الأصل إلا | ثغراتٍ ، أو للحداثة بابا |
مَعرِضُ الحُلْمِ كالحقيقة ، لولا | فاصلُ الجدِّ في التمثّلِ ذابا |
فإذا الفنُّ ليس بالفنّ أصلاً | وإذا الرشدُ بانَ للرشد عابا |
لم يعد فيه للمروءة شأنٌ | إنما الشأنُ فيه عاد انتسابا |
بقُوى الأرضِ موطناً لغلوٍّ | طمس الحُسنَ جذوةً ورغابا |
في طقوسٍ لها دلائلُ شتّى | لم يجاوز قصيُّها الأربابا |
شهدتْ ظرفَها الشعوبُ غيابا | دام بين الحضورِ ظُفْراً ونابا |
لاذ في ظلها الجموعُ انصياعاً | واستمرَّ الوجودُ كالأمس غابا |
لقضاةٍ يُحلّلون انتهاكاً | لولاةٍ تصول فيه ذئابا |
وحماةٍ كم مارس الشرَّ بعضٌ | في حِماهم تَفرُّغاً واكتسابا |
قد قضَوْها لقلّةٍ في نعيمٍ | كابدَ الأكثرون منها العذابا |
بديونٍ ترعى النموَّ ربيعاً | فإذا بالشتاء أرسى الخرابا |
كذا بين سيّدٍ ومَسودٍ | ظلّتِ الناسُ تجهلُ الأسبابا |
غيرَ أن الزمانَ كان سؤالاً | ما وعَوْا ردَّه ، وكان الجوابا |