القبّرة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
تُحَوِّم في أفق السماءِ أصيلا | كنجمٍ تراءى للعيون ضئيلا |
فيتّخذُ الصوتُ الذي تستجدّهُ | مع الريحِ في رحب الفضاءِ سبيلا |
يدقّ على الأسماع خافقَ جَرْسهِ | فإنْ أعلنتْه الريحُ جاوزَ مِيلا |
وتدركه شيئاً فشيئاً غِشاوةٌ | من الحزن حتى يستحيلَ عويلا |
أقُبّرةٌ! هل أنتِ في الجوّ قطعةٌ | من الحسّ سالت باللحون مَسيلا ؟ |
تُغالين في الألحان حتى إذا انتشتْ | بها روحُكِ الولهى خفتِّ قليلا |
كما تخفت الأوتارُ بعد رنينها | ويبقى صداها في النفوس طويلا |
فقد برأ اللهُ الطبيعةَ وَهْي لا | تُحسّ به.. حتى بُعثتِ رسولا |
فأحسنتِ في الترتيل حتى كأنما | بآيكِ ظِلُّ الروضِ صار ظليلا |
ولَقنّتِنا سِرَّ الجمالِ ولم نكنْ | لندركَ - لولاكِ - الوجودَ جميلا |
فما زهرةٌ في الروض تفتح جفنَها | على الدمع إلا وَهْي تَنْشُد سُولا |
فتُغرينها في شجوها بابتسامةٍ | ببثّكِ معنًى للخلود جليلا |