مرافعة بين العلم والدين
على لسان العلم : | |
صمدنا له.. ضائعاً في الزمانِ | |
تجاهل في الفنّ أطوارَهُ | |
تُباح الحقوقُ فيُدعى ضميرا | |
وكم حَوّلتُه السياسةُ نِيرا | |
فما سايرَ العصرَ حتى قضاءً | |
ولا ناجزَ الحكمَ حتى مُشيرا | |
قُداماهُ... هل توّجتْ قطُّ نصرا | |
بدون حشودٍ تظلّ كأَسْرى | |
لواقعهم في انتظار الخلاصِ | |
وبُشراهُمُ أنْ غدا الغيبُ بُشْرى | |
جهادٌ رَضُوه بمعنى القدرْ | |
تَعزّزَ من حُجّتَيْه السُّوَرْ | |
وكَلّوا... وما قطُّ كلَّ اللسانُ | |
فلا الخيرُ خيرٌ ولا الشرُّ شَرْ | |
سلي اليومَ: ما خطبُ أهلِ الجِنانِ | |
سلي القدسَ : هل آمنتْ جارَهُ | |
على لسان الدين : | |
كفرنا به.. تائهاً في الفضاءِ | |
وقد حَمّلَ الخَلْقَ أوزارَهُ | |
نماها ديوناً فألغى المعاشا | |
وتنميهً بالرِّبا تتلاشى | |
مُبطَّنةً حولنا لانفجارٍ | |
وعدوى المجازرِ بين العطاشى | |
كذلك في سعيه للسلامِ | |
هلاكُ الألوفِ برمية رامِ | |
تلا آيةَ النورِ لا للتجلّي | |
ولكنْ لطمس القُرى في الظلامِ | |
تمادى لعين الخفاءِ الأثرْ | |
بفضل التنافسِ في المختبرْ | |
لعرض محاذيرهم بالسخاءِ | |
أفي الشرِّ خيرٌ وفي الخيرِ شَرْ؟ | |
وتلك محطّاتُهم في السماءِ | |
بإرهابها هل محتْ ثارَهُ | |
قرار الـمحكمة : | |
نُقررّ أنا نظمنا الصفوفَ | مرافعةً دون أن نلتزمْ |
فإنّ لضِدّيّة الجانبينِ | فصولاً تطولُ وقد لاتهمْ |
مُثولُكما إذ يصحّ مثالاً | لعمق المعاناة بين الأُممْ |
تموج نظائرُها كالسرابِ | لعين المحقّقِ منذ القِدَمْ |
بحَيْوانها آمناً في الكهوفِ | وإنسانها عاثراً بالقيمْ |
وذاك يزيدٌ وهذا حسينٌ | كشأنِكما بين مدحٍ وذمْ |
فليس لمحكمةٍ قد تَتالى | على البتّ في حلبةٍ لن تتمْ |
سوى أنْ نشيدَ بحُسْن المآبِ | ونتركَ سائرَه للذممْ |
وما عُدتما اليوم في المزدحَمْ | لحسم القرارِ بلا أو نعمْ |
وجودُكما صار لا بدَّ منهُ | لإنقاذ عالمنا من عَدَمْ |