ملاكي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سلوا النَور، هل بثّ عن أمّها | وعنها حديثاً، رواه القمرْ.. |
رأتْها تهشّ له ضاحكاً | فجاءت تَزفّ إليَّ الخبرْ |
وتهتف بي : «من رأى كابنتي؟ | بكاء على ضَحِكٍ مُستتِر |
حوى ثغرُها - ما ترى - دُرّتينِ | وفي وجنتيها تُضيء الأُخَر!» |
وأقبلتُ أنظر في المهد «هنداً» | ومن دونه أُمُّها تنتظر |
فما هزّها من معاني الخلودِ | كبُرعمها في الهوى يَثَّغر |
تَبغّمُ من طربٍ كالغزالِ | وكالطير في خفّةٍ ما تَقَر |
كأن يديها - وما همّتا | بشيءٍ - تحوشان بعضَ الأكر |
أَوَ انَّ على قدميها يداً | تُدغدغ، فهْيَ تُزيح الأثر |
وتضحك .. يا مَنْ أَحسّ الورودَ | على ثغره هامساتٍ بسِر |
وما جاوزَ الضحكُ همساً، بلى | صداه يرنّ كجسّ الوتر |
وتبكي.. فأُشْبهها بالزهورِ | إذا المزنُ خَضّلها بالدُّرَر |
وفي مُقلتيها تخال السماءَ | بكامل أنجمِها تزدهر |
فما غمرتْ حبَّنا نشوةٌ | على الحسنِ، تحت شعاعِ القمر |
كجلوة «هندٍ» وقد أقبلتْ | علينا ، تَصَعّدُ فينا النظر |
فتطفو على ثغرها بسمةٌ | نَودّ معاً لثمَها، لو قدر |
وكم بذرتْ أُمُّها قُبلةً | فمِلَتُ بفِيَّ لقطف الثمر |
ملاكي! حوتْكِ يدا جَنّتي | وبينكما أنا أَحْظى البشر! |