إنسان أي إنسان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بين ألفيّتينِ عهدُكَ طابا | عشتَ للخَلْق في مَداهُ شهابا |
هنّأتْكَ الوفودُ أصغرَ سِنّاً | حين وافتكَ شِرْعةً وانتدابا |
عشتَ أندى يداً وأرحمَ قلباً | ولكُلِّ الجُموعِ أشرعَ بابا |
لكأنّ المصيرَ كان سراباً | تَيَّهَ العاثرون فيه المآبا |
فأنرتَ الطريقَ حتى استبانوا | رشدَهم فيه روحةً وإيابا |
يا لَذكراكَ إذ أصمَّ بكَ النا | عي ، وموتُ الحبيبِ جلَّ مُصابا |
أنا في محنتي أذلُّ ليأسي | وتُناجي نفسي القضاءَ اكتئابا |
كم رعاني إذ كنتُ أشكو زماني | في اغترابي ، وكم حباني اقترابا |
كيف أنساه في ذُهوليَ «معنًى» | قد تحدّى به ، وما قطُّ خابا |
لا تقلْ مات، لا يموت فقيدٌ | كان غَوْثاً ومَيْسماً وخِطابا |
في شغاف القُلوبِ تلقاه وجهاً | رصدتْه الشعُوب دَوْماً مُهابا |
أورث النهجَ بعد نَشْرٍ وطَيٍّ | خيرَ أهْلِيه حكمةً وشَبابا |
بأخيه كأمس لا فرقَ يلقى | حَمَداً ، لا يغيبُ عنه جنابا |
فهما اليومَ (ما تَغيّبَ عنّا) | في حضورٍ - لا يفرضان حِجابا |
لم يزل عالَمٌ يُراوغ سَلْباً | حسبُنا نتّقي الأذى إيجابا |
حسبُنا روحُه تُكلِّل طوراً | أخطأ المغرضون فيه الصوابا |
حسبُنا موطنٌ له دَوْرُ نجمٍ | نورُه ساطعٌ يغطّي العُبابا |
نحن فيه ونهجُه غَيرُ خافٍ | لو يعمُّ الورى لَزاد ثوابا |
وحدَنا في الخليج أغنى إخاءً | وعلى ضِيقه لأَزكى رحابا |
فعزاءً لنا جميعاً مُصاباً | وهناءً لنا جميعاً مَثابا |