تلك التي التقطها المصور |
في أواخر السبعينات |
كانت أمي تسيل حناناً على الأبناء |
بينما البناتُ بضفائرهن الثنائية |
ينظرن إلى بعضهن |
بعيداً عن عدسة الكاميرا |
الصورة التي تركت لأعوام عديدة |
بجانب النافذة |
ثم انتقلت من غرفة إلى غرفة |
حتى اختفت تماماً في سحارة العائلة |
تلك التي زينها الإخوة ُ |
بإطار خشبي مزخرف |
عندما كبروا قليلاً |
وراحوا يلمعون زجاجها كلما هب الحنين |
الصورة التي جمعتنا معاً |
ونحن نغلق ياقاتنا ونبتسم غير آبهين |
ونحن ننتظر بشغف صارم |
أن نخرج من الكاميرا |
كما نرجو على الأقل |
الصورة التي امتزجت بأحداث الأعوام الخوالي |
خلقت الخلاصة |
ورسمت حدوداً |
لمزرعة البيت |
وضوءاً في الملامح |
والأعين |
قادتنا إلى أن نلمس طفولتنا فيما بعد |
أن نهرب من ذواتنا الآن |
نحو تفاصيل الثياب القديمة |
ورائحة البخور البلدي |
التي لازالت تنبعث من موديل الكاميرا |
الصورة التي تحلقنا حولها ذات مرة |
متسائلين عن أخي الأوسط |
ولماذا غطى وجهه بكفين مفتوحتين |
لماذا كنا ثابتين ومحدقين |
مثل الأحلام ؟ |
سكبنا الأسئلة منسابة على جودة الصورة |
سكبنا الأمنيات والصلوات |
على وفرة الحزن |
أخذنا الملامح إلى ركنها المضيء |
لتشرب قهوتها على شرفة الذكريات |
أخذنا الغائبين إلى أرواحنا والأسئلة إلى سجادة البيت |
هل نلتقط الان صورة أخرى ؟ |