صورة العائلة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تلك التي التقطها المصور | في أواخر السبعينات | كانت أمي تسيل حناناً على الأبناء | بينما البناتُ بضفائرهن الثنائية | ينظرن إلى بعضهن | بعيداً عن عدسة الكاميرا | الصورة التي تركت لأعوام عديدة | بجانب النافذة | ثم انتقلت من غرفة إلى غرفة | حتى اختفت تماماً في سحارة العائلة | تلك التي زينها الإخوة ُ | بإطار خشبي مزخرف | عندما كبروا قليلاً | وراحوا يلمعون زجاجها كلما هب الحنين | الصورة التي جمعتنا معاً | ونحن نغلق ياقاتنا ونبتسم غير آبهين | ونحن ننتظر بشغف صارم | أن نخرج من الكاميرا | كما نرجو على الأقل | الصورة التي امتزجت بأحداث الأعوام الخوالي | خلقت الخلاصة | ورسمت حدوداً | لمزرعة البيت | وضوءاً في الملامح | والأعين | قادتنا إلى أن نلمس طفولتنا فيما بعد | أن نهرب من ذواتنا الآن | نحو تفاصيل الثياب القديمة | ورائحة البخور البلدي | التي لازالت تنبعث من موديل الكاميرا | الصورة التي تحلقنا حولها ذات مرة | متسائلين عن أخي الأوسط | ولماذا غطى وجهه بكفين مفتوحتين | لماذا كنا ثابتين ومحدقين | مثل الأحلام ؟ | سكبنا الأسئلة منسابة على جودة الصورة | سكبنا الأمنيات والصلوات | على وفرة الحزن | أخذنا الملامح إلى ركنها المضيء | لتشرب قهوتها على شرفة الذكريات | أخذنا الغائبين إلى أرواحنا والأسئلة إلى سجادة البيت | هل نلتقط الان صورة أخرى ؟ | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمد خضر) .