عليك أن تجهز حواسك |
لمراقبة الحدث |
أن تسجل بكاميرتك عالية الجودة |
صورة الحرب |
ووجوه الأعداء |
عليك أن تكثف خطابك المطول |
كي تصبح مثل مقولات ابن عربي المختصرة |
ناعمة ولكنها تقتل |
عليك أن ترفع لوحة من الزنك والمعدن والصفائح الملونة |
وتكتب بعدة لغات |
صرختك المكبوتة |
حتى تفهم الظلال خطوات الريح الجديدة |
عليك أن تجمع لقطات الأرشيف كاملة |
تشطب كل الأشعار الطنانة |
من قاموس أبجديتك |
عليك أن تصنع أجنحة لا تطير |
بل تزين المشهد بألوان مبهمة |
لأن السماء ليست قريبة دوما |
عليك أن تحفظ أشعار درويش وتوفيق الزياد |
وديوان فدوى طوقان الأخير |
وترحل معهم |
حتى يصبح الأمل جديدا ومصقولا |
مثل طلقة مسدس |
عليك أن تتوقف عن لغة الأمجاد قليلا |
كي لا تدهسك السيارات المسرعة |
التي تمر في شارع اليوم |
عليك أن تتداعى في الذكريات |
خصوصا ذكريات الموتى |
الذين يرون ملامحنا في مرايا السماء |
ويبكون |
عليك أن تطرز الحياة |
بزخارف من الوهم |
كي لا تستمر الحقيقة الصعبة |
عليك ..عليك ..عليك ..عليك |
عليك ..عليك ..عليك ..عليك |
عليك ..عليك ..عليك ..عليك |
عليك ..عليك ..عليك ..عليك |
عليك ..عليك ..عليك ..عليك |
عليك ..عليك ..عليك ..عليك |
عليك ..عليك ..عليك ..عليك |
عليك أن تنتشر في الأصقاع البعيدة |
وتقتنع أخيرا أن الشؤم لغة حداثية |
وفاعلة في عمليات السلام |
عليك أن ترسم غابة واسعة |
مليئة بشجيرات خضراء داكنة |
وتجمع حطبك الشخصي |
لنار الصبر |
عليك أن تعلق خيباتنا |
و وعود الجيران |
على مشاجب جيدة الصنع |
في الهواء الطلق تماما |
كي ترف المواثيق |
كأنها بيارق رسمية |
قبل أن تسقط عليك |
عليك ألا تؤجج جراحهم مرة أخرى بالكلام |
والمشي في الشوارع المعروفة بالأعلام |
والهتافات |
والتوصيات |
لأن السأم تجاوز سقفه الجغرافي |
عليك أن ترتب مواعيد أخرى, |
في أوراق صغيرة ومخططة |
حسب الأيام والشهور.. |
بتواريخ عائمة |
ثم عليك أن تذهب |
إلى تلك المواعيد |
في وقتها تماما |
كي لا يغادر الموت دونك |