ستملّني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عجبي عليها حين هلت | بين أقواس الصبابة في عيوني.. | ثم قالت فجأةً : | ستملّني .. | إن جئت عندك كل يومْ.. | وستجعل الدنيا سميراً | حفه ضجر ونومْ.. | وتقول أن حديثنا | محض على شجن ولوَمْ | وسيسخر الميقات منا والتلاقي | بين سابلة وقَوْمْ.. | قالت ولم تدر ِ بأني | لا أجيد سوى السباحة | في هواها دون عَوْمْ.. | وحدي أسافر في هجير الشمس | أرنو في نهاها | في جبين الأرض | في حمدٍ وصوم.. | *** | قالت هنا ستملني | في هذه الأرض التي | شهدت جيوش اللهفة الكبري | تجلجل فوق صدرك بالشهيق.. | في لحظة الأشواق عندك | حين يأتي موكب الإشراق بدراً | يستضيء ويستفيق | وتقول أنك لم تعد تهوى | ظلال بيارقي عند التلاقي | بين أعطاف الطريق | وبأنني يوما سأبقى في خيالك | بعض ذكرى لا تفيق!! | وبأن قلبي سوف يهجر نبضه | ويظل يطفو في دمائي كالغريق | عذراً.. فإني لم أزل | أخشي جراح هواجسي | من شجوها | أن تستبيح ربا العميق | حتى فراشات الهوى | في مقلتيك أخالها في لحظة | ستمل أنفاس الرحيق | وسترحل الدهشات عنك وومضها | عبق إشتاهائي والبريق | وستصمت الأشواق حتماً | في سمائك | سوف ينطفيء اللظى | واللهث والتوق الحريق!! | *** | ظلت تحاورني مرايات الجوى | في وجنتيها كلما أزف السفر.. | في أبحر الحلم النديم | وفي التوحش في الصميم | وفي شرايين السهر.. | لكنها غفلت عن الصدق الذي | دوماً يشع بغايتي | مثل اللآلئ والدرر | عن ملء إحساس بعمقي لم يزل | بالعشق يهطل كالمطر | وبأنها تبقى لعمري شمعة | تهب الضياء لأمة | فقدت بأحداق العيون | زهى النظر | وبأنها شمس الحياة | لكل أغصان الشجر | للبحر شط.. | للسحاب ندى المياه | وللربيع إذا حضر | نبض الحقول وعطرها | وشذى الأصايل والزهر | رضع الزمان بصدرها | ضوء القمر | وبوجهها وهج المدائن | والعصور | بلونها فيض السَحر | أيُمل من وهب الدروب صباحها | والليل خصلات الشعر؟! | لا ليس يولد في الحياة | سواك سحرٌ | لا ليس بعدك مُزدَهر | لا ليس إلا للأنام سوى التمني | ولكل عشق في هواك هنيهة | يجثو بشاطئها قدر | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .