أرشيف الشعر العربي

ستملّني

ستملّني

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

عجبي عليها حين هلت

بين أقواس الصبابة في عيوني..

ثم قالت فجأةً :

ستملّني ..

إن جئت عندك كل يومْ..

وستجعل الدنيا سميراً

حفه ضجر ونومْ..

وتقول أن حديثنا

محض على شجن ولوَمْ

وسيسخر الميقات منا والتلاقي

بين سابلة وقَوْمْ..

قالت ولم تدر ِ بأني

لا أجيد سوى السباحة

في هواها دون عَوْمْ..

وحدي أسافر في هجير الشمس

أرنو في نهاها

في جبين الأرض

في حمدٍ وصوم..

***

قالت هنا ستملني

في هذه الأرض التي

شهدت جيوش اللهفة الكبري

تجلجل فوق صدرك بالشهيق..

في لحظة الأشواق عندك

حين يأتي موكب الإشراق بدراً

يستضيء ويستفيق

وتقول أنك لم تعد تهوى

ظلال بيارقي عند التلاقي

بين أعطاف الطريق

وبأنني يوما سأبقى في خيالك

بعض ذكرى لا تفيق!!

وبأن قلبي سوف يهجر نبضه

ويظل يطفو في دمائي كالغريق

عذراً.. فإني لم أزل

أخشي جراح هواجسي

من شجوها

أن تستبيح ربا العميق

حتى فراشات الهوى

في مقلتيك أخالها في لحظة

ستمل أنفاس الرحيق

وسترحل الدهشات عنك وومضها

عبق إشتاهائي والبريق

وستصمت الأشواق حتماً

في سمائك

سوف ينطفيء اللظى

واللهث والتوق الحريق!!

***

ظلت تحاورني مرايات الجوى

في وجنتيها كلما أزف السفر..

في أبحر الحلم النديم

وفي التوحش في الصميم

وفي شرايين السهر..

لكنها غفلت عن الصدق الذي

دوماً يشع بغايتي

مثل اللآلئ والدرر

عن ملء إحساس بعمقي لم يزل

بالعشق يهطل كالمطر

وبأنها تبقى لعمري شمعة

تهب الضياء لأمة

فقدت بأحداق العيون

زهى النظر

وبأنها شمس الحياة

لكل أغصان الشجر

للبحر شط..

للسحاب ندى المياه

وللربيع إذا حضر

نبض الحقول وعطرها

وشذى الأصايل والزهر

رضع الزمان بصدرها

ضوء القمر

وبوجهها وهج المدائن

والعصور

بلونها فيض السَحر

أيُمل من وهب الدروب صباحها

والليل خصلات الشعر؟!

لا ليس يولد في الحياة

سواك سحرٌ

لا ليس بعدك مُزدَهر

لا ليس إلا للأنام سوى التمني

ولكل عشق في هواك هنيهة

يجثو بشاطئها قدر

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .

مع الأيام

مطر بزاوية الكلام

لمحة من وعد الحقيقة

ليك يا بلد

أنت خيار الذاكرة


فهرس موضوعات القرآن