خرج الرجاء
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سالت دموع الغيب | من مقل الوداع القاتلة | فلتخرج الأحزان | تقفز من تلال الوهم | من سحب الهموم الهاطلة | سأقول للأيام وعدك لم يزل | قدراً تكوّن في ظلال الحلم | و استرخى | على كتف الشجون الراحلة | و أحب في عينيك صدق الخوف | من وله المخاطر | حين تستلقي بأجنحة الأمان الباسلة | و تهب في صحراء أوجاع الحقيقة | ذكريات حافلة | بمواقف النسيان ترجع | في ليالي الوجد | تسكن في دوار القافلة | و أنام قربك يا جدار الفصل | أستهوي خيال الوصل | من نعم الحشود الماثلة | لا هان بعدك انتماء الأصل للغفران | أو هزج الخرافة في دعاء السابلة | مضت السنون و هاهي الأيام | تطلع من ثياب الليل | تعصر أدمع الأشواق فجراً | قد تهادى في رباك فواصلا | مهلاً هنالك قد ختمت مواجعي | فاحمل ثيابك و ارتحل | ما كان عشقك غير غيم | قد تمدد لونه | في العمق حيناً ثم أصبح شاملا | قد كان في هذى المدينة توبتي | من كل أعصاب التوتر | و الورود الذابلة | قد كان في عذر الجوى | مرئية الشوق الموشح بالنوى | و غرابة الأحزان في خيلائها | تنمو على أرض بعقلك | لم تزل متداخلة | فادرك وداعي | إنها الأيام لم تشف المآسي | في تصورك الهلامي الرؤى | جيشاً ترامى في السماء جحافلا | أنا لا أخطط للهروب و إنما | دلف الخروج اليّ | من باب المحيط سوائلا | خرج الرجاء | و أنت أول من بنى | للريح باباً في السهول القاحلة | اذهب فقلبي ليس معتكفاً عليك | و لست أرجو من لدنك وسائلا | للصحو من غفو المواجع | و الرجوع ألي الحياة الآملة | في البدء كنت كوردة عذراء | لم تدرك بكاء النحل | حول رحيقها | و خطى الفراش | و كل دمعات الحنين الرافلة | و فجاءة | ظهرت براثنك التي مددتها | كثباً حوتك رمالها | في كل أغوار الصفات فصائلا | قد كان آخر ما نزعت به الخدوش | حديثي الملتف حول الأرض | يحصد في الدوائر قائلا | صوت الهوى الممزوج بالهذيان | يعتصر انغماسك و انغماسي | في الموانئ | سوف يسقط زائلا | و الآن أرجع لابتدار الصدق | للإخلاص | للعشق الخلاص | إليه أصعد نازلا | أبني دياري | في رياض النفس مجداً | دار من حول الأوان | مناطحاً و مطاولا | فابشر بحبٍ يا زماني | سوف يشرق في الحياة ربيعه | نهراً ندياً سابحاً | مسترسلاً فوق الحياة | حدائقاً و جداولا. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .