كيف عساك
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
و ختمت حديثي سراً ثم رحلت | غادرت حدود الأرض | و سكنت بأقصى ركن خلف النبض | ألغيت بقلبي شوق الموج إلى الإبحار | و حجبت الريح عن التيار | و مسحت بخرطي كل خطوط الطول | و كل خطوط العرض | و أزلت خطوط النار | و خطوط الكف براح يديك | و هجرت ديارك و الآثار | و سحبت الطل من الأزهار | و حبست الماء من الأنهار | و خنقت الرعد | فانطفأ البرق بوجه النار | و احترق بعيني مطر السعد | أقسمت بكل بيوت الشعر | الساكن حزني أن أنساك | و أن أنتزع زهورك مني | و أن أرتحل إلى العلياء بدون هواك | و أن أتعلم كيف يكون ربيع الكون | بغير حقولك | دون وعودك أو ذكراك | و أن ينتحر الأمل المشرق | في عينيك | و في خديك | و فوق جبينك في يمناك | و في شفتيك و في رئتيك | و ليل التوق على كتفيك | و في يسراك | و أن ينشطر شراع القارب | في مرساك | صار الزمن الخاطئ | أطول عمراً منذ لقاك | صار الدمع الجارف بحراً | يهدر حزنا ً فوق الأرض | و في الأفلاك | صار الوجع الجارح يخدش | عصب حنيني كالأشواك | صار صفاؤك في إحساسي | موج هلاك | صار الفرح الأخضر رملا ً | في الصحراء | و صار الحب كنهر الآه | يصب بكاءً في مجراك | و كل طيور صدحت قربك | صارت شبحاً | حلماً هاجر من رؤياك | لم يأسرني قيد هروبك من أعماقي | لم ينكسر حديد وثاقي | لك في الدنيا أو لسواك | ليتك تدرك أن الحب سيصبح يوما ً | شيئاً أكبر من معناك | و أنك يوماً تبقى عندي | معبر ذكرى و استهلاك | و خنجر ورق في خاصرتي | و استنباط و استدراك | و أن الزمن يدور فتدري | كيف العمر استبق بهاك | و كيف جلالك أصبح مأوى للنسيان | و صار غريبا ً في دنياك | فكيف تجئ تفتش عني | بين النجوى | في الآمال و بين شذاك | و كيف تعود تلاحق زمني | كيف بربك كيف عساك | غادر قلبي فارق بدني | لم تمنعه حصون حماك | لم يبهره حيث السحر | و لم تأخذه دروب السلوى | روح القدس و وجه ملاك | عانق قلبي دنيا أخرى | أصبح عقلي وقت الذكرى | لا يشتاق | و لا يطراك. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .