أراك في البعيد يا أميرة |
نجيمة على الفضاء |
أشرقت كشعلة منيرة |
فراشة على الحقول |
أومأت لوردة صغيرة |
تحاور الرحيق تختفي |
بخلف سترة قصيرة |
أحس في دواخلي |
و في مداخل الشجون |
و المواقف التي تعتم البصيرة |
بأن حائط الغموض سوف |
يخنق التدفق الذي |
يرج حول قصة الخواطر المريرة |
و يرتدي حجابه كواكباً |
تضئ للصحاب و العشيرة |
غيابك الذي تعمد الزمان بدءه |
و أصبح الدوار في اتكائه سميرا |
سيسقط اللقاء في دروبنا |
و ينزع الفتيل من شراره |
و يقطع الوتيرة |
تمنعي كما أردت |
و اختفي عن العيون |
و احجبي تواصلي إليك في الظهيرة |
و اشنقي على محطة الوفاء |
شوقي الذي حملته إليك |
دون ما تهافتٍ و آهةٍ أسيرة |
و حطمي زجاج دهشتي |
لعلها الحياة لم تكن |
سوى هروبك الذي |
يطل من ظلال لوحتي |
و من منافذ الهواء من ربوعها المثيرة |
أخاف إن تكرر الغياب عن مسارحي |
و كلما تكثف السحاب في جوانحي |
و كلما انزويت في محافل |
الزمان في وهاده الوثيرة |
سأختفي كموجة تكسرت |
على رمال حزنها |
و غادرت مجاهل البحار |
و اكتفت بنظرة أخيرة |
و إنني إذا سحبت خطوتي |
يكون آخر المطاف بيننا |
و عزة الجراح لن أعود يا حبيبتي |
فانزعي من السماء عهدنا |
و ودعي صباحك الجرئ |
و اهجري بيارق المسيرة |
إن اكتسيت يا حبيبتي بهالة النجوم |
أو لبست من لآلئ الشموس حلة ً |
و من ضيائها ضفيرة |
لما أتيت برهة ً |
و ما وهبت من صفاء نفسي الهوى |
و من دواخلي |
زكاة فطري المبارك المقدس البشيرا |
قصيدتي إليك فجرت |
بداية الرجوع للشروع في الطلوع |
ثم أصبحت نذيرة |
لأنني إذا خلعت |
معطف اشتياقي العظيم |
لم تعد قوافلي إليك |
رحلة على شواطئ الجزيرة |
و لن تظل أبحري |
على امتدادك الطويل أنهراً صغيرة |
و لن يعود وحي أضلعي |
بمقلتيك مُلهَما ً و شاعراً قديرا |
و لن تظلي في عيون فرحتي |
جدائلاً من الزهور |
تنثر البريق و العبيرا |
و لن تعودي يا حبيبتي |
كما ابتديت في مسيرتي |
منارة علية و هامة كبيرة |
أخاف من تقهقر العواطف التي حملتها |
إليك يا حبيبتي إذا ارتميت هكذا |
بحضرة الشجون و اختفيت كلما |
منحتك الوفاء و الضياء |
و النقود و الحريرا |
فهل ستخرجين فجأة |
على امتداد هذه الحياة |
تشرخين خاطري |
و تطلعين من دفاتري |
و تصبحين مثل نجمة |
تطل في السماء |
تبصر الظلام حولها |
بعينها الضريرة |
لعله الختام و الوداع و الأسى |
لعلها الهموم يا حبيبتي |
لعلها الموانع الكثيرة |