و استدار الحزن
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أراك في البعيد يا أميرة | نجيمة على الفضاء | أشرقت كشعلة منيرة | فراشة على الحقول | أومأت لوردة صغيرة | تحاور الرحيق تختفي | بخلف سترة قصيرة | أحس في دواخلي | و في مداخل الشجون | و المواقف التي تعتم البصيرة | بأن حائط الغموض سوف | يخنق التدفق الذي | يرج حول قصة الخواطر المريرة | و يرتدي حجابه كواكباً | تضئ للصحاب و العشيرة | غيابك الذي تعمد الزمان بدءه | و أصبح الدوار في اتكائه سميرا | سيسقط اللقاء في دروبنا | و ينزع الفتيل من شراره | و يقطع الوتيرة | تمنعي كما أردت | و اختفي عن العيون | و احجبي تواصلي إليك في الظهيرة | و اشنقي على محطة الوفاء | شوقي الذي حملته إليك | دون ما تهافتٍ و آهةٍ أسيرة | و حطمي زجاج دهشتي | لعلها الحياة لم تكن | سوى هروبك الذي | يطل من ظلال لوحتي | و من منافذ الهواء من ربوعها المثيرة | أخاف إن تكرر الغياب عن مسارحي | و كلما تكثف السحاب في جوانحي | و كلما انزويت في محافل | الزمان في وهاده الوثيرة | سأختفي كموجة تكسرت | على رمال حزنها | و غادرت مجاهل البحار | و اكتفت بنظرة أخيرة | و إنني إذا سحبت خطوتي | يكون آخر المطاف بيننا | و عزة الجراح لن أعود يا حبيبتي | فانزعي من السماء عهدنا | و ودعي صباحك الجرئ | و اهجري بيارق المسيرة | إن اكتسيت يا حبيبتي بهالة النجوم | أو لبست من لآلئ الشموس حلة ً | و من ضيائها ضفيرة | لما أتيت برهة ً | و ما وهبت من صفاء نفسي الهوى | و من دواخلي | زكاة فطري المبارك المقدس البشيرا | قصيدتي إليك فجرت | بداية الرجوع للشروع في الطلوع | ثم أصبحت نذيرة | لأنني إذا خلعت | معطف اشتياقي العظيم | لم تعد قوافلي إليك | رحلة على شواطئ الجزيرة | و لن تظل أبحري | على امتدادك الطويل أنهراً صغيرة | و لن يعود وحي أضلعي | بمقلتيك مُلهَما ً و شاعراً قديرا | و لن تظلي في عيون فرحتي | جدائلاً من الزهور | تنثر البريق و العبيرا | و لن تعودي يا حبيبتي | كما ابتديت في مسيرتي | منارة علية و هامة كبيرة | أخاف من تقهقر العواطف التي حملتها | إليك يا حبيبتي إذا ارتميت هكذا | بحضرة الشجون و اختفيت كلما | منحتك الوفاء و الضياء | و النقود و الحريرا | فهل ستخرجين فجأة | على امتداد هذه الحياة | تشرخين خاطري | و تطلعين من دفاتري | و تصبحين مثل نجمة | تطل في السماء | تبصر الظلام حولها | بعينها الضريرة | لعله الختام و الوداع و الأسى | لعلها الهموم يا حبيبتي | لعلها الموانع الكثيرة | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .