عكس الريح
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
" مدريد " أتيتك عكس الريح | أجوب الزمن على الأقدام | و أرقب فيك الليل الصاحى | أرمق فيك الفجر الرائع | أرشف منك الشوق بريقا | يصدح حولى بالتلحين ... | لم يأخذنى السحر القاتل | لم يأسرنى سيف مقاتل | لم يملكنى بحر زيورخ | أو هزّانى نهر السين | إلاّ انى عشت زمانا | أرقب قبرا عند الشاطىء | كُتب عليه ضريح الشارع | رحم أمرأة تلد الخوف | و تغطس دوما تحت الطين | !!! | " كوبنهاجن " | أرض العرف النازف تيها | خلف المقهى | بين الحانة والملهاة | يدخل فيك الطفل يهادن | يصرخ ملء الحلق ينادى | عند الساحة يا أُمّاه | شدى عرقى قولى حقا | ليلة عرسك مات الشاه | !!! | غرّد صوت الحق الدافىء | سافر فجرا بحر الدهشة للاغصان | لم أتعلم ان اتحجر فوق الرمل | و لا أن أخرج من ذاكرتى دون قيود | لم أتعود عصب عيونى صوب الريح | و لم أعتاد بناء القادم | فوق الكاهل و الاحزان | ليت بفوقى كان البعث | و كانت روحى خلف الوحشة | تلمس روحك بين فينّا و اليونان | ليت بقلبى كان الناس | وكنت أنا كالزحف الكاسر | كنت أنا فجر البركان ... | لم أهتز لبعدك أبدا | لا التيار أزاح عمادى | لم يتساقط عند الجدول | لم يتهاوى جيش عنادى | لم يترنّح صوت القوة | لم يندس صدى الايمان | !!! | الله أنا قد همت زمانا فوق اوربا | جئت أجر حديث الصيف القابع قهرا | فى افريقيا و السودان | أحمل بينى | صوت أبى | معراج التقوى | لحن نقائى | عبرة دربى | لحظة قربى للشطآن | يلمح عندى طيب الخاطر | يجذب منى نقط الضعف | يسد رياح الجوع الكافر | يسطع نورا بالقرآن | تملأ عينىِ صورة أُمِّى | فجر الراحة | رمز الطيبة و الإحسان | تسكن قلبى | تأسر حبى | تخرج برقا يرد الساحة | بين المنبر و الاركان | قالت: عفواً | هاجر ابنى | بين الغفو و بين الصحو | تكوّن ابنى .. | بين اللحظة و الابدية | حمل الراية وقت الشدة | عاش زكيا فوق الارض | نقىّ المقصد حَسَن النية | أمى جيئى ليلة فرحى | سُدّى بابا يفتح سرا | زمنا يأتى بالهمجية | !!! | فى دنيانا | ظل الليل يعشش حينا | والاحزان تسافر فينا | عاش الظالم ملء السمع | وكان الفاجر أحسن دينا | !!! | ربّى علّمنى | أن أنتصر لدود الارض | و أن أنتزع وحوش النيل | و قصر الرمل | بيوت النمل | ذئاب الماء | و حزن الناس القابع | زمنا فى الخرطوم | ربّى | عملّنى أن أتسامح | أن أترفع | أن ألتصق بحد السيف | وأن أترفق | لا أتملق | أو أتنكر للمظلوم | الله | أنا قد كنت كبيرا | كنت أميرا | كنت الجبل وكنت الطلق | وكنت القمر بأروع شكل | كنت الشمس وكنت نجوم | جبت الافق | ملأت الشفق | مددت يديا حول الارض | قويا كنت أبا شرعيا للاحزان | و طفل الصبر الساحق هجرا | بين الظاهر و المكتوم | الله متى ما غاب الناس | عن الانظار | وعشت أنا فى جوف الغار | لئن هدّونى | أو مدّونى | إن ردّونى أهل الكهفِ | ان شدّونى نحو النار | نحو المنكر و المذموم | صرت أنا عملاق الدار | ابقى نجمة سعد حُبلى | تملأ ليلك يا خرطوم | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .