ورقىِ |
يرشف قهوة صمتى |
حبراً جاف .. |
و الليل الساكن |
عند الضفة قرب التل |
يدق الباب |
و يطرق جدر الموت الدامغ |
صدر العرى جفاف |
يا الله |
اذا فردت اشرعة الشمس جناحيها |
و أناخ هنا شجر الصفصاف |
حزنك محمّرٌ يا وطنى |
وعلى خديك تتوه ضفاف |
غطّت اطراف الزمن الجالس |
بين الكف وحزن الناس |
الجرح العمق الصبر |
الوجع اللاصق بالاحساس |
الثورة تسكن لب النعش |
ما بين المجلس و الناقوس الضارب |
صدر العرش . . |
وقفت حيتان الجير |
و قطط الوحش |
تستقبل عند الغابة همس العنكب |
صوت النمل خطى الطاؤوس |
فى اللحظة تلك انتصب الكبش |
ملكا لقطيع الجاموس |
قد قطع الحلم بشفرة موس |
فانشطر العاج من الابنوس |
اسقط يافخذ الشجر الميت نخر السوس |
أكشف سرك نحن مجوس |
نعبد فى السر وجوه السحرة و الهكسوس |
و النار ستحرق ورق التوت . . |
و الناس سكوت |
الحزن القاتم يبنى بيتا فوق بيوت |
كن صوفيا او كهنوت .. |
ستحل عليك اللعنة |
فارجع و اسكن جوف الحوت |
و ادفن رأسك فى تابوت |
رطب النخلة يصبأ جهرا |
يجمع علنا حزمة بؤس .. |
الوطن المجهد عقد العزم على الاقرار |
فهل ستحرر أرض القدس . . |
لوّح بالصبر انا اغتالك عند الضفة |
أو ابتاع حصان الجرأة سوقا أسود |
او غليون . . |
يا وجعا عربى الطعم |
و يا زقوما سودانيا |
شجر وطنك بالزيتون |
أبنى للريح النصب |
و ذكر فينا تاء التأنيث |
نحو الخذلان السير حثيث .. |
اتجيد النهب و تعرف كيف يكون النصب |
بلا تأثيث |
اواه وجعك ينقح يا قارون |
عُد جِىء وتعال استذكر درسك |
مطرك يضرب عرض القارة بالقانون |
يا هذا البلد الآمن امن الحرب |
أنا مجنون |
اعتنق الشعر الساخط من كامب ديفيد |
و المستعمر ورق الحائط بحر فنون |
الوطن الان كسيح الالف |
جريح اللام |
ضعيف الواو |
حزين الطاء |
مذاب النون |
كل الحركات عليه سكون |
ياشجر الظل الحاكم تلك الدار .. |
اراك تتمتم حين تحاور أهل الرأى |
وحين تسير تميل قليلا |
خط النار عليك شجون |
كيف تنصل عنك الصبح |
وكيف تساقط منك الحلم |
وكيف تحطم سجن حظوظك |
يوم عبورك بحر الظلم |
كان الزمن الغابر يخبو |
و الحيتان بماء العين .. |
و الضدان عليك سلام |
كيف ستنهض بالضدين |
تعيش الفاقة رمل الوجع |
عليك البؤس الجوع الدين |
كم انفقنا فيك دمانا |
ألم يسأل عن حطين |
ثم افقنا يوما نحن |
ملأنا الغابة و الصحراء |
جمعاً يهدر عند القصر |
و يملأ حسك بالضوضاء |
كان العهد ديمقراطيا |
و المستقبل مطر السعد .. |
سقط المطر و نبت الزرع وحصد الرجل |
و كبر المهد |
كان الحد الفاصل صبرا |
و القانون امام الحد |
ليبق الساتر طوب الارض |
و شرع الغاب خيوط دُخان |
و الانسان الضائع يبقى |
طيرا يبحث عن أوطان |
و هل للطير الضائع حينا |
بين العالم من اوطان ؟ |
ضاع الحق العربى ضاعت |
طرق العودة للانسان |
للتاريخ الساطع نورا |
عهد العزة و الايمان |
حس العرب النائم يبدو |
جرحا نام على بركان |
يا عربيا زرع الموت باسرائيل .. |
سنابل نار تشعل لهبا ماء النيل |
ركب الضفدع ذات مساء عربة فولفو |
شرب القهوة فى فكتوريا |
دخن هيدجز تبغا حار .. |
كان الطعم الغادر حنظل |
كان لهيبا جمرا نار |
عبر الضفدع شط العرب |
رأى لالاء بين الصدف |
و اكليلين من الازهار |
صار النجم الثاقب يرحل |
للغيمات بلا اسرار |
حتى القمر النائم ارخى |
ثم استرسل فى الاشعار |
وقف الشعر العارى يشدو |
لحناً عذبا فى بيروت .. |
اضحى الشعر بلا اوزان |
دون قواف دون بيوت |
لغة الشعر هى الطلقات |
و النيران هى الكلمات |
خاف الضفدع ان يختطف |
و أن يحترق مع الاموات |
دعا بالهاتف جمع العرب |
و اجتمع العرب |
انفض العرب |
اجتمع العرب |
انفض العرب |
ثم اقاموا |
حفل عشاء .. |
رقص الضفدع حتى السكر |
و غمغم همهم فى استرخاء |
ثم الجلسه |
ختمت سرا |
بدأت جهرا |
ختمت سرا |
و كان قرار الجلسة |
تشكيلين من الوزراء |
يا حكام العرب |
أنا تعجبنى |
كل بيوت الشعر |
بيوت ملأى بالفقراء |
بحب الدار |
و بالايثار .. |
بدمع يجرى |
من نيسان الى آذار |
وقف الراوى |
ثم تحدث باستنكار : |
بدءاً |
كان العرب السادة يوما |
كانوا القادة و الاحرار |
صنعوا العزة |
و الحرية |
رمزا يسمق للثوار |
ملكوا العلم و قتلوا الظلم |
وجعلوا الله الحق شعار |
كانوا النور وكانوا النار |
ثم انقسم العرب ملوكا |
و دويلات للتجار |
لوجه الذئب الامريكى |
و كل وجوه الاستعمار |
يا عربيا |
دمر هذا القصر دمار |
و اقتل |
من قد خان الموطن عمدا |
خان الله |
و خان الدار |
عار العرب الاكبر فينا |
كيف نحطم اكبر عار |
كيف سنهزم اسرائيل |
و نمحو عنا ذل العار |
كيف نصلى يوم العيد بأرض القدس ؟ |
وكيف نُزكّى قبل الفطر بمال العرس ؟ |
وقف الراوى صار يقول: |
عهد الردة سوف يزول |
و سوف يزول حريق البؤس |
و دمع الحرقة من ايلول |
بحد السيف |
و قفت صرخت |
انين الطفل |
يطن يرن |
و صيحة حق ضاعت عبثا |
رجع البحر من الاندلس |
وحيدا اعمى |
ضاع المشرق باسطنبول .. |
كأن الظلم بعموريا |
يسقط سهوا |
حين امرأة ثكلى تتلو |
للحكام راوية غول |
كرّ عليها عند الفجر |
وداس المصحف لما استعصت |
سبل الهجرة للمجهول |
ابن السرح على افريقيا |
شيد عزا |
صرح المجد عليه يطول |
كنا جندا حين تسير |
تفور الارض |
تضل تتوه خطوط الطول |
يئن لليل اذا ما هبّت فى الصحراء |
رياح الحق |
من الفسطاط الى كابول |
ونحن الان بمسرح طابا |
سوف نفاوض اسرائيل |
نرش الرمل بماء الورد |
وسوف نقيم بلاج العودة |
عند الساحل وقت المد |
وسوف نحكّم اهل جنيفَ |
كبار القوم |
سوف نحاور سلما سلما |
لن نتهور بعد اليوم |
بقمة فاس |
انشطر الجمع |
اتى بيريز |
يشد الغدر حصانا ابيض |
والمؤتمر الدولى صاح |
من سيمثل شارة فتح |
وغرب الضفة ذات صباح |
غزوة بدر الكبرى تطرق |
و اليرموك تراقب ترمق |
بيت المقدس كيف يباح |
ان البصرة قدر العرب |
و نخل البصرة ليس يطال |
كيف سنصمت عمن دنّس |
باسم الله |
مياه البحر |
وجعل البيت خيوط وبال |
هذا الزيف الجامح يبقى |
كوخا هشا من صلصال |
كيف سيبقى الصوت جهورا |
لما الصمت اطل دهورا |
ثم استنطق |
بعض سعال !؟! |
عجب امرك يا دنيانا |
آخر قولى |
عجب عجبا .. |
كيف يجىء الشعر نقيا |
و الاحساس سيرقص طربا |
جوف الحزن استنشق آهى |
ورد الجرح تفتّق رعبا |
نام الطفل بحيفا جوعا |
كيف ننام علينا سحبا |
تمطر شهدا |
تورق زهرا |
نبض العرب المتخم أربا |
باع الارض و باع العرض |
فهل سيبيع الآن الكعبه .. |
هل سيبيع الآن الكعبه ؟! |
عجبى يكبر كل مساء |
وآخر قولى |
عجب عجبا |
عجب عجبا |