في الثورة السورية
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مِثلث الذي بكِ يا دمشق | من الأسى والحزنِ مابي |
دمعي يَبين لك الجوى | والدمعُ عنوانُ الكتاب |
زاهي الحمى نهبُ الخطوب | ومهجتي نهبُ المصاب |
أرأيت مرتبعَ الشِّعاب | بها ومُصطافَ الهضاب |
والنبتُ مخضلُّ الثَّرى | والرُّوضُ مخضرُّ الجْنَاب |
والحسنُ تبسُطه الطبيعةُ | في السهولِ وفي الروابي |
والشمسُ تبدو من خلال | الغيم خَوْداً في نقاب |
فاذا انجلى هزَّتك روعةُ | نورها فوق القباب |
والروضُ نشوانٌ سقاه الماءُ | كأساً من شراب |
بَرَدَى كأنَّ برودَه | رشفاتث معسولِ الرُّضاب |
تلك النَّضارةُ كُلُّها | كُسِيتْ جلابيبَ الخراب |
ثوري دمشقُ فانَّما | نَيلُ الأماني في الطِّلاب |
وخذي الوِفاق فانما | عُقبى الخلاف إلى تَباب |
إن ْ تغضَبي لتليدِ مجدٍ | آذنوه باستلاب |
ومنيعِ غابٍ طوقوهُ | بالبنادق والحِراب |
ومعطاسٍ شُمٍّ أرادوا | عَرْكها بالإغتصاب |
فلأنتِ رغم خلوِّ كفّك | من مُعَدّات الضراب |
بالعاطفات الحانيات عليك | وافرةُ النصاب |
ولأنتِ امنعُ بالنُّفوس | المستميتة مِن عُقاب |
فتماسكي أو تُكرَهي | بالرغم منك على انسحاب |
فَلَشرُّ ما عمِلَ امرؤ | عملٌ يُهَدَّدُ باقتضاب |
سدّي عليهم ألف بابٍ | إن أطاقوا فتحَ باب |
إن لم يكن حجرٌ يضرّ بهم | فكُومٌ من تراب |
لا نُكرَ في الدنيا ولا | معروفَ إلا في الغلاب |
شُبَّان سوريَّا الذين | تناوشوا قِمِمَ السَّحاب |
والمبدلين برأيهم | في الليل عن قبس الشهاب |
المالكي الأدب الصميم | ووارثي الشرفِ اللُباب |
لكمُ العتابُ وإنَّما | عَتْب الشباب على الشّباب |
سورّي’ٌ أم الضراغم أصبحت | مرعى الذِّئاب |
مثلَ الوديع من الطيور | تعاورتهُ يدُ الكلاب |
باتت بليلةِ ذي جروحٍ | مستفيضاتٍ رغاب |
وسهِرتُم متضاربي النزعات | مختلفي الثياب |
مَن كانَ حابى أن يقول | الحقَّ إني لا أُحابي |
لا بُدَّ أن يأتي الزمانُ | على بلادي بانقلاب |
ويرى الذين توطَّنوا | أنَّ الغنيمةَ في الاياب |
ماذا يقول المالئو الأكراش | من هذي النهاب |
إنْ دال تصريفُ الزمان | وآنَ تصفيةث الحساب |
جاءوا لنا صُفْرَ العِياب | وقد مضَوا بُجْرَ العياب |