درس الشباب أو بلدتي وَالأنقلاب
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إنزِعي يا بلدتي ما | رثَّ من هذيالثيابِ |
وإذا خِفتِ عَراءً | فسيكسوك صحابي |
أمَلٌ لي فيكِ ، بعد الله | ينمو في الشباب |
يا بني العشرين في | أعمالكم فصلُ الخِطاب |
رَهنُ ما عندكم من | همة ٍ عُقبى المآب |
يا شباباً نَهَضوا | والناس من هاوٍ وكابي |
أيُّ باب ٍ ولجَوها | وولجتم أيَّ باب |
كتب الله لك النُّصرةَ | في هذا الغِلاب |
إن في أعينكم رمزاً | لأسرارٍ عُجاب |
إلزموا خيرَ صِحابٍ | اقرأوا خيرَ ، كتاب |
أطِعوا للشعر شمساً | لا تُبقِّي من ضباب |
اتركوا كلَّ قديم | منه يسعى في تَباب |
شمّروا واعتصبوا : | نُجحُكُمُ في الاعتصاب |
أُنبُذوا منه قُشوراً | وَتَغذِّوا باللُّباب |
هُزِلَ الشعرُ وأنتمْ | من مراعِه الخِصاب |
لا تقولوا حسبُنا منه | وزِيدوا في الطِّلاب |
قد رأيتم ما تجشَّمنا | عليه من صِعاب |
ليس بالهيِّن أن | نأتيْ بأبياتٍ عِذاب |
خالياتٍ من نُفورٍ | وغلوٍّ واضطراب |
إنها ذوبُ قُلوبٍ | صِيغَ في لفظٍ مُذاب |
لو سُئلنا كيف نظمُ الشعر | حِرنا في الجواب |
لست ادري غيرَ أني | كان حبُ الشعر دابي |
كاد يُلهينيَ حتى | عن طعامي وشرابي |
قد قرأتُ الشعرَ في " القرآن ِ " | من عهدِ التصابي |
" بقُدورٍ راسياتٍ | وجِفانٍ كالجوابي" |
ولكَمْ هَيَّجَ طَبْعِي | نَغْمُ عُودٍ أو رَباب |
كانَ لحنُ الشعرِ فيه | بارتفاعٍ وانصباب |
وإذا ما عدَّدوا | أهل نبُوغ واكتساب |
لم يكنْ عندي سوى الشاعرِ | من خُلق عُجابِ |
هكذا كنتُ وما زادَ | على العشر نِصابي |
حبذا الشعرُ ربيعيا | طبيعيَّ الإهاب |
مُظِهراً قدرةَ ربي | في وِهادٍ أو رَوابي |
وصفَ نهر في الثرى | أو وردة بين الشعاب |
يوم تُضحي الدمنةُ | الغبراءُ خضراءَ الجْنَاب |
أو حماسياً يثير النفس | عن عارٍ وعابِ |
كاشفاً عن عينها | كلَّ غطاء وحِجاب |
فاذا كان مديحاً | فليقرِّب للصواب |
أوَلا يأنفُ حُرٌّ | أن يُحابَى أو يُحابي |
وإذا كان رِثاء | فليكن رجعَ المصاب |
وإذا كان هجاء | فليُنَزَّهْ عن سِباب |
ليس شأنُ المرء ِ | بل شأنُ الكلاب |
إمزِجُو الطعنَ به | مزجَكُمُ شُهداً بصاب |
ليّنَ اللفظ وفي | طيّاته وخزُ الحراب |
قد سئِمت الشعرَ ما | فيه سِوى معنى كِذابِ |
كلَّ يوم شاعرٌ | كالبوم ينعَى في خراب |
وقوافٍ لا يَلحِنَ | السمعَ إلا باغتصاب |
لهجةُ الصدق بها | مثلُ بياضٍ في غُراب |
أنا يا شعر وإياك | سواءٌ في العذاب |
أنا مما بكَ أبكيكَ | وتَبكيني لِما بي |
شكَتِ القومُ حُضوري | وسيشكون غِيابي |
بِزَّةُ الشاعر قد تُعرَف | من بعدِ استلاب |
إن يكن للمرء أجرٌ | فهو لي يوم الحساب |
إن في ايقاظِ قومٍ | رَقَدوا خيرَ الثواب |
وبِعِتق الناسِ من | أو هامِهِمْ عِتقُ الرِقاب |